اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب الجزء : 1 صفحة : 18
ولم يكن القرآن وحده هو العامل الحاسم في إسلامهم، كما كان ذلك أيام الدعوة الأولى.
آمن بعضهم؛ لأنهم تأثروا بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخلاق صحابته رضوان الله عليهم.
وآمن بعضهم؛ لأنهم وجدوا المسلمين يحتملون الأذى والضنك والعذاب، ويتركون المال والأهل والأصحاب، لينجوا بدينهم، ويفروا به إلى ربهم.
وآمن بعضهم؛ لأنهم وجدوا محمدًا -ومعه قلة- لا يغلبهم أحد، وأن الله ناصرهم وحافظهم من كيد الكائدين.
وآمن بعضهم بعدما طبقت شريعة الإسلام فرأوا فيها من العدل، والسماحة ما لم يروه من قبل في نظام.
وآمن غيرهم وغيرهم على طرائق شتى، قد يكون السحر القرآني عنصرًا من عناصرها، ولكنه ليس العنصر الحاسم فيها، كما كان في أيام الدعوة الأولى.
يجب إذن أن نبحث عن "منبع السحر في القرآن" قبل التشريع المحكم، وقبل النبوءة الغيبية، وقبل العلوم الكونية، وقبل أن يصبح القرآن وحدة مكتملة تشمل هذا كله. فقليل القرآن الذي كان في أيام الدعوة الأولى كان مجردًا من هذه الأشياء التي جاءت فيما بعد، وكان -مع ذلك- محتويًا على هذا النبع الأصيل الذي تذوقه العرب، فقالوا: إن هذا إلا سحر يؤثر.
قصة تولي الوليد بن المغيرة واردة في سورة "المدثر" -وهي
اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب الجزء : 1 صفحة : 18