اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب الجزء : 1 صفحة : 144
أغراض القصة:
سيقت القصة في القرآن لتحقيق أغراض دينية بحتة كما أسلفنا؛ وقد تناولت من هذه الأغراض عددًا وفيرًا من الصعب استقصاؤه؛ لأنه يكاد يتسرب إلى جميع الأغراض القرآنية؛ فإثبات الوحي والرسالة، وإثبات وحدانية الله، وتوحد الأديان في أساسها، والإنذار والتبشير، ومظاهر القدرة الإلهية، وعاقبة الخير والشر، والعجلة والتريث، والصبر والجزع، والشكر والبطر، وكثير غيرها من الأغراض الدينية، والمرامي الخلقية، قد تناولته القصة، وكانت أداة له وسبيلًا إليه.
فإذا نحن استعرضنا هنا أغراض القصة القرآنية، فإنما نثبت أهم هذه الأغراض وأوضحها، ونترك استقصاءها وتتبعها:
أعماق النفس وقرارة الحس. وإدراك الجمال الفني دليل استعداد لتلقي التأثير الديني، حين يرتفع الفن إلى هذا المستوى الرفيع، وحين تصفو النفس لتلقي رسالة الجمال.
وقد أوردنا في فصل "التصوير الفني" نموذجين من القصة، عملت فيهما الريشة المعجزة عملها، وهي تعرضهما عرضًا أخاذًا.
وقد وعدنا هناك بتفصيل البحث في القصة. فلنأخذ الآن في هذا التفصيل[1]. [1] هذا التفصيل على طوله يعد موجزًا للبحث الكامل الذي كنت أعددته. وأرجو أن يخرج هذا البحث الكامل في حلقة من سلسلة "مكتبة القرآن" إن شاء الله.
اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب الجزء : 1 صفحة : 144