اسم الکتاب : البرهان فى تناسب سور القرآن المؤلف : ابن الزبير الغرناطي الجزء : 1 صفحة : 380
سبحانه من النعم مالا يأتي عليه حصر مما لا ينايسب أدناه نعيم الدنيا بجملتها قال له منبها على عظيم ما أعطاه "وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ ... إلى قوله "وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى"
فقد اضمحل في جانب نعمة الكوثر الذى أوتي كل ما ذكره تعالى
في كتابه من نعيم أهل الدنيا، تمكن من تمكن منهم وهذا أحد موجبات تأخير
هذه السورة، فلم يقع بعدها ذكر شيء من نعيمِ الدنيا ولا ذكر أحد المتنعمين بها لانقضاء هذا الغرض وتمامه، وسورة الدين آخر ما تضمن الإشارة إلى شىء من ذلك كما تقدم من إشارتها وتبين بهذا وجه تعقيبها والله أعلم. سورة الكافرون
لما انقضى ذكر الفريقين المتردد ذكرهما في الكتاب العزيز من أوله إلى آخره
على اختلاف أحوال كل فريق وشتي درجاتهم وأعني بالفريقين من أشير إليه في قوله سبحانه "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ"
، فهذا طريق أحد الفريقين، وفي قوله: "غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ" إشارة إلى طريق من كان في الطرف الآخر من حال أولئك الفريق، إذ ليس إلا طريق السلامة أو طريق الهلاك، "فريق في الجنة وفريق في
السعير" "فمنكم كافر ومنكم مومن "
والسالكون طريق السلامة على درجات، فأعلى درجاتهم مقامات الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ثم يليهم أتباعهم من صالحي العباد وعلمائهم العاملين وعبادهم وأهل
اسم الکتاب : البرهان فى تناسب سور القرآن المؤلف : ابن الزبير الغرناطي الجزء : 1 صفحة : 380