اسم الکتاب : البرهان فى تناسب سور القرآن المؤلف : ابن الزبير الغرناطي الجزء : 1 صفحة : 364
فحسبوا أنهم لا يقدر عليهم أحد، وقد بين سبحانه فعله هذا بهم في قوله لنبيه عليه الصلاة والسلام "وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ " "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا"
فأنت تشاهدهم يا محمد ذوى أبصار وآلات يعتبر بها النظار، "أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) .
فلا أخذ في خلاص نفسه واعتبر بحاله وأمسه "فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ"
ولكن "وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ".
سورة الشمس
لما تقدم في سورة البلد تعريفه تعالى بما خلق فيه الإنسان من الكبد مع ما
جعل له سبحانه من آلات النظر وبسط له من الدلائل والعبر، وأظهره في صورة من مَلك قياده وميز رشده وعناده وهذا بيان النجدين "إنا هديناه السبيل "
وذلك بما جعل له من القدرة الكسبية التى حقيقتها اهتمام أو كد أو ألم وأتى بالاستبداد والاستقلال ثم "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ"
أقسم سبحانه في هذه السورة على فلاح من اختار رشده واستعمل جهده، وأنفق وجده "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) " وخيبة من عاب هداه فاتبع هواه، "وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) .
فبين حال الفريقين وسلوك الطريقين.
ْسورة الليل
لما بين قبل حالهم في الافتراق وأقسم سبحانه على ذلك الشأن في الخلائق
بحسب تقديره أزلا "لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا"
فقال تعالى:
اسم الکتاب : البرهان فى تناسب سور القرآن المؤلف : ابن الزبير الغرناطي الجزء : 1 صفحة : 364