اسم الکتاب : البرهان فى تناسب سور القرآن المؤلف : ابن الزبير الغرناطي الجزء : 1 صفحة : 329
الأخروية وصدرت بذلك عما جرد في السورتين قبل التعريف بحالهم في هذه الدار، وما انجر في السور الثلاث جاريا على غير هذا الأسلوب فبحكم استدعاء الترغيب والترهيب لطفا بالعباد ورحمة، ومطالعها مبنية على ما ذكرته تصريحا لا تلويحا، وعلى الاستيفاء لا بالإشارة والإيحاء، ولهذا قال تعالى في آخر قصص افتراق أحوالهم الأخروية في هذه السورة "هذا نزلهم يوم الدين " (الواقعة: 36) فأخبر أن هذا حالهم يوم الجزاء، وقد قدم حالهم الدنيوى في السورتين قبل وتأكد التعريف المتقدم فيما بعد وذلك قوله: "فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) .
إلى خاتمتها.
سورة الحديد
لما تقدم قوله تعالى: "نحن خلقناكم فلولا تصدقون "
وفيه من التقريع والتوبيخ لمن قرع به ما لاخفاء به، ثم أتبع بقوله تعالى: "أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) ... الآيات إلى قوله: "وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (73)
فنذروا ووبخوا على سوء جهلهم وقبح ضلالهم ثم قال بعد ذلك "أفبهذا الحديث أنتم مدهنون "
واستمر توبيخهم إلى قوله: "إن كنتم صادقين ".
فلما أشارت هذه الآيات إلى قبائح مرتكباتهم أعقب تعالى ذلك بتنزيه عز
وجل من سوء ما انتحلوه وضلالهم فيما جهلوه فقال تعالى: "فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ"
أى نزهه عن عظيم ضلالهم وسوء اجترامهم، ثم أعقب
اسم الکتاب : البرهان فى تناسب سور القرآن المؤلف : ابن الزبير الغرناطي الجزء : 1 صفحة : 329