اسم الکتاب : البرهان فى تناسب سور القرآن المؤلف : ابن الزبير الغرناطي الجزء : 1 صفحة : 232
(وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107) قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)
فبيان آى السمماوات في قوله (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى)
وبيان آي الأرض في قوله: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ)
فهذه آي السماوات والأرض وقد زيدت بيانا في مواضع ثم في قوله تعالى: "يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ" ما يكون من الآيات عنهن، لأن الظلمة
عن جرم الأرض والضياء عن نور الشمس وهى سماوية ثم زاد تعالى آيات الأرض بيانا وتفصيلا في قوله: "وفي الأرض قطع متجاورات" إلى قوله "لقوم يعقلون "
ولما كان إخراج الثمر بالماء النازل من السماء من أعظم آية ودليلا واضحا على صحة المعاد، ولهذا قال تعالى في الآية الأخرى "كذلك نخرج الموتى" وكان قد ورد هنا على أعظم جهة في الاعتبار من إخراجها مختلفات في
الطعوم والألوان والروائح مع اتحاد المادة، تسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الطعوم والألوان والروائح مع اتحاد المادة "تسقى بماء واحد وتفضل بعضها على بعض في الأكل " لذلك أعقب قوله تعالى: "وفي الأرض قطع متجاورات ... الآية بقوله "وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ"
ثم بين سبحانه الصنف القائل بهذا وأنهم الكافرون أهل الخلود
في النار، ثم أعقب ذلك ببيان عظيم حلمه وعفوه فقال: "وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ... " الآية، ثم أتبعِ ذلك بما يشعر بالجري على السوابق في
قوله: "إنما أنت منذر ولكل قوم هاد" ثم بين عظيم ملكه واطلاعه على
اسم الکتاب : البرهان فى تناسب سور القرآن المؤلف : ابن الزبير الغرناطي الجزء : 1 صفحة : 232