ورد في خطاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري[1] - رضي اللَّه عنهما - قوله:
"ثم الفهْم الفهْم فيما أولى إليك مما ورد عليك مما ليس في قرآن ولا سنة، ثم قايس الأمور عند ذلك واعرف الأمثال، ثم اعمد فيما ترى إلى أحبها إلى اللَّه وأشبهها بالحق"[2].
قوله: "ثم قايس الأمور عند ذلك، واعرف الأمثال.."
يدل على أن الأمور الغامضة إذا قيست بأمثالها المعروفة تبين بذلك الأمر، وعرف موقعها من محبة اللَّه وأمكن وزنها بميزان الحق.
قال ابن قيم الجوزية[3] - رحمه اللَّه - في معرض شرحه [1] هو عبد اللَّه بن قيس بن سليم بن حضّار بن حرب أبو موسى الأشعري، صحابي جليل، قارئ للقرآن فقيه، جاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، واستعمله على زبيد وعدن، واستعمله عمر - رضي اللَّه عنه - على الكوفة والبصرة، واختاره علي - رضي اللَّه عنه - ليكون أحد الحكمين بعد وقعة صفين، توفي - رضي اللَّه عنه - بالكوفة سنة 44هـ.
انظر: أسد الغابة، (3/ 367) ، وسير أعلام النبلاء، (2/380) . [2] إعلام الموقعين، لابن قيم الجوزية، (1/86) . [3] الإمام الحافظ شمس الدين، محمد بن أبي بكر بن أيوب الدمشقي، الحنبلي، المشهور بابن قيم الجوزية، أو ابن القيم، صنف إِعلام الموقعين، والصواعق المرسلة، وإِغاثة اللهفان، وزاد المعاد، وغيرها. وتميز بالتحقيق، والدعوة إلى تصحيح المعتقد، وانتهاج ما كان عليه السلف الصالح، توفي سنة (751هـ) .
انظر: طبقات الحنابلة، لابن رجب، (2/447) . وشذرات الذهب، (6/168) .