وكقولنا: "فرعون مثل للطغيان والاستكبار".
وذلك باعتبار أن فرعون قد جمع كل صفات وأحوال الطغاة، وجرى منه أشمل ما يجري من الطغيان. فأصبح بذلك مثلا للطغيان والطغاة جامعا لصفاتهم وأحوالهم. وبالمقارنة بها يستدل عليهم.
ولذلك جعله الله وقومه مثلا - في الطغيان والاستكبار - لمن بعدهم من الناس، وجعل ما حل بهم عبرة، قَال تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ} [1].
ومن ذلك إذا قيل: "النار مثل السوء"، باعتبار أنها جمعت صفات وحقائق السوء. فكل أنواع السوء وأعظمه هو ما يكون فيها. فأصبحت لذلك مثلا له.
وهذا الاعتبار يبين - والله أعلم - مراد ابن عباس - رضي الله عنهما - حيث فسر "مثل السوء" في قوله تعالى: {لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ} [2]: بالنار.
وقد استشكل بعض المفسرين هذا التفسير، وبعضهم شكك في [1] سورة الزخرف آية (56) . [2] سورة النحل آية (60) .