الفرع الثالث: الأسس اللازمة لتحقيق الإِيمان الكامل.
تقدم أن الإِيمان يزيد ويكمل باستكمال شعب الإِيمان علماً وعملاً، ومجاهدة النفس في تحقيق العبودية التي خلق اللَّه الناس من أجلها، بعد أن يأتي بأصل الإِيمان وأركانه القلبية الأخرى.
إلا أن ذلك لا يستقيم للعبد إلا إذا أقام أعماله على أسس هامة، هي:
أولاً: الإخلاص لله في العبادة.
والإخلاص لله في العبادة هو حق اللَّه الذي أمر به عباده، قال اللَّه تعالى: {وَمَا أُمِرُوآ إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ} [1].
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ[2] رضي الله عنه: [1] سورة البينة الآية رقم (5) . [2] أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل بن عمرو الخزرجي الأنصاري، كان من السبعين الذين شهدوا العقبة، وشهد بدرا وغيرها من المشاهد. وكان من أعلم الصحابة بالحلال والحرام، أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قاضيا ومعلما وداعيا وجابيا للزكاة. سكن الشام، ومات فيها بطاعون عمواس سنة (17هـ) وقيل غير ذلك.
انظر: سير أعلام النبلاء (1/443) وأسد الغابة (5/194) .