وقوة التصديق بما ورد من تفاصيلها، وما تستلزمه من أعمال القلوب.1
وسأذكر بعض كلام أهل العلم في بيان أن التصديق والإِقرار القلبي يزيد وينقص، مما يجعل أصل الإِيمان قابلاً للزيادة والنقصان في قلوب العباد، وأنه يكون عند بعضهم أكمل من بعض، فمن ذلك:
قول الإمام النووي - رحمه اللَّه -: "والأظهر - واللَّه اعلم - أن نفس التصديق يزيد بكثرة النظر وتظاهر الأدلة، ولهذا يكون إِيمان الصديقين أقوى من إِيمان غيرهم، بحيث لا تعتريه الشبه، ولا يتزلزل إِيمانهم بعارض، بل لا تزال قلوبهم منشرحة نيرة، وإِن اختلفت عليهم الأحوال، أما غيرهم من المؤلفة ومن قاربهم، ونحوهم، فليسوا كذلك.
فهذا مما لا يمكن إِنكاره، ولا يتشكك عاقل في أن نفس تصديق أبي بكر رضي الله عنه لا يساويه تصديق آحاد الناس"[2].
وبيّن شيخ الإِسلام ابن تيمية - رحمه اللَّه - الوجوه التي يزيد بها الإِيمان وذكر من ذلك: الإِجمال والتفصيل فيما أمروا به، وفيما وقع منهم من الإِيمان والاستجابة.[3] ثم قال:
1 تقدمت الإشارة إلى ما يشتمل عليه أصل الإِيمان في المطلب السابق، انظر ص (200) وما بعدها. [2] شرح صحيح الإِمام مسلم، (1/148) . [3] انظر: مجموع الفتاوى، (7/232، 233) .