لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [1]، ومقتضى هذه الشهادة أن تصدِّق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيما أخبر، وأن تتمثل أمره فيما أمر، وأن تجتنب ما عنه نهى وزجر، وأن لا تعبد اللَّه إلا بما شرع؛ ومقتضى هذه الشهادة أيضاً أن لا تعتقد أن لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حقاً في الربوبية وتصريف الكون، أو حقاً في العبادة، بل هو صلى الله عليه وسلم عبدٌ لا يُعبد، ورسول لا يكذب، ولا يملك لنفسه ولا لغيره شيئاً من النفع أو الضر إلا ما شاء اللَّه"[2].
أما المعرفة المفصلة بالنبي صلى الله عليه وسلم فتكون:
بالدراسة المفصلة لمعرفة نسبه، وسيرته، وجهاده، وصفاته وشمائله، ودلائل نبوته، وأدلة عموم رسالته، وأنه خاتم النبيين ... ونحو ذلك.
والمعرفة المفصلة بشهادة أن محمداً رسول اللَّه تكون:
بتعلم ما جاء به من الدين والدراسة المفصلة لهديه وسننه، وصدق المتابعة له صلى الله عليه وسلم والبعد عن البدع والغلو والعصيان.
وكلما كان العلم والعمل بمقتضى ذلك أكثر كان تحقيقه للشهادة أكمل.
وخلاصة ما تقدم:
أن الأمور التي ينعقد بها أصل الإِيمان، هي: [1] سورة الفرقان الآية رقم (1) . [2] فتاوى الشيخ محمد بن عثيمين، (1/81) .