والإِيمان بالغيب هو: الإِقرار القلبي بكل ما ورد الخبر به عن اللَّه من الأمور المغيبة.
ويشمل: ما أخبر به - سبحانه - أو أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم عن اللَّه - سبحانه وتعالى - أو عن الملائكة، وكتب اللَّه، ورسله، أو من أخبار الأمم السابقة، وما سيكون في مستقبل الزمان، وفي اليوم الآخر، وعن قدر اللَّه وسننه.
فكل هذه الأمور غيبية مدارها على الخبر الصحيح، ويكون الإِيمان بها بإِقرار القلب، لذلك سُمَّي: الإِيمان القلبي.
قال الربيع بن أنس[1] - رحمه اللَّه - في قوله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} : "آمنوا باللَّه، وملائكته، ورسله، واليوم الآخر، وجنته، وناره، ولقائه، وآمنوا بالحياة بعد الموت، فهذا كله غيب"[2].
ويدل على الإِيمان القلبي - أيضاً - كل لفظ للإِيمان قرن بالأعمال الصالحة، في نحو قوله - سبحانه وتعالى -: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [3]. [1] الربيع بن أنس بن زياد البكري، عالم مرو في زمانه، توفي سنة (239هـ) .
انظر: سير أعلام النبلاء (6/169) ، تهذيب التهذيب (3/238) . [2] جامع البيان، لابن جرير، (1/134) . [3] سورة البينة الآية رقم (7) .