قصة كاملة كما في قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مّثَلاً أَصْحَابَ القَرْيَةِ إِذْ جَآءَهَا الْمُرْسَلُونَ} [1].
والذي يعنينا هنا هو بيان أهمية الأمثال القياسية التمثيلية أو الأنموذجية التي وردت كثيراً في القرآن الكريم، ويدور هذا البحث حول طائفة منها.
قال الماوردي[2]- رحمه اللَّه -:
"وللأمثال من الكلام موقع في الأسماع، وتأثير في القلوب، لا يكاد الكلام المرسل يبلغ مبلغها، ولا يؤثر تأثيرها لأن المعاني بها لائحة، والشواهد بها واضحة، والنفوس بها وامقة، والقلوب بها واثقة، والعقول لها موافقة، فلذلك ضرب اللَّه الأمثال في كتابه العزيز، وجعلها من دلائل رسله، وأوضح بها الحجة على خلقه، لأنها في العقول معقولة، وفي القلوب مقبولة"[3]. [1] سورة يس الآية رقم (13) . [2] هو أبو الحسن، علي بن محمد بن حبيب الملقب بالماوردي، الشافعي، القاضي، ولد في البصرة سنة 364هـ، من مؤلفاته: النكت والعيون في التفسير، والأحكام السلطانية، توفي في بغداد سنة 450هـ.
انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان، (3/282) ، وسير أعلام النبلاء، (18/64) . [3] أدب الدنيا والدين، لأبي الحسن علي بن محمد الماوردي، ت/ مصطفى السقا، ص (275) شركة مصطفى الحلبي، مصر، الطبعة الرابعة، 1393هـ.