responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن المؤلف : محمود توفيق محمد سعد    الجزء : 1  صفحة : 361
هذا الاصطفاء لمادة الفعل، ثُمَّ لصيغته، ثمَّ لأدائها على وجهين: الحذف والإدغام فيه من الإشارة إلى عظيم التكريم للنبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا والمدح له بالحرص البليغ على الدعوة وشأنها والنصح لقومه ومحبته الخير للناس كافة وإن كانوا ممن اجتهد في إيذائه، وكل هذا يتناسب مع السياق العام للسورة القائم بمعانى التكريم والمدح العظيم، فهو مدح في صورة معاتبة
وهذا من البقاعيّ إبلاغ في تحليل وتأويل عناصر البيان القرآني على نحو يجعل من منهاجه جديرا بأن يكون نبراسًا يهتدى به في مذاهب التحليل البيانيّ لضروب الإبداع الأدبيّ شعرًا ونثرا ومن قبله البيان العَلِيّ المعجز قرآنا وسنة
ويتصدى لصيغة الفعل (تزكى) وتناسبها مع السياق قائلا:
" ولما كان فعله ذلك فعل من يخشى أن يكون عليه في بقائهم على كفرهم ملامة، بيَّن له أنَّهُ سالمٌ من ذلك، فقال - عز وجل -: {وَمَا..عَلَيْكَ..أَلآ يَزّكَّى} أصلاً ورأسًا ولو أدنى تزَكٍّ - بما أشار إليه الإدغام - إن عليك إلا البلاغ
ويجوز أن يكون استفهامًا أيْ: وأيّ شيءٍ يكون عليك في عدم تَزَكِّيهِ، وفيه إشارة إلى أنه يجب الاجتهاد في تزكية التابع الذي عرف منه القبول" (1)
في صيغة (تزكّى: تفعَّل) إشارة إلى أن هذا التزكي لن يكون من ذلك المتصدى له النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا، مما يهيؤه لأن يدع الإبلاغ في التصدي له فيحمل نفسه فوق ما هي مكلفة به
وقد كان البقاعي مبصرًا وجه الاستفهام في هذه الجملة وتناغيه أيضًا مع دلالة النفي على هذا الإشفاق على النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

(1) - نظم الدرر:21 / 255..
اسم الکتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن المؤلف : محمود توفيق محمد سعد    الجزء : 1  صفحة : 361
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست