responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن المؤلف : محمود توفيق محمد سعد    الجزء : 1  صفحة : 277
آخره يهدي إلى أنّ الوصف المنفيّ في (إنما أنا منذر) هو دعوى الألوهية، وأوَّلُ السيَّاق {وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} (صّ: من الآية4) يهدي إلى أنّ الوصف المنفيّ في (إنّما أنا منذر) هو الكذب
يقول البقاعيّ من بعد ط ولمَّا قصر نفسه الشريفة على الإنذار، وكانوا ينازعونه فيه، وينسبونه إلى الكذب دلَّ على صدقه وعلى عظم هذا النبا بقوله - جل جلاله -: {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلإ الأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ) (صّ:69)
فهو يَلْمَحُ في قول الله - سبحانه وتعالى - (ما كان لي من علمٍ ... ) دلالة على صدقه فيما يخبر به عن ربه دمغًا لدعواهم أنّه كذَّاب، وويلمح فيه تاكيد مفهوم القصر في (إنما أنا منذر) على الوجه الآخر
وكأنّ القصر في (إنّما أنا منذر) قد اكتنفه ما يهدي إلى أنّه يقصر نفسه على الإنذار وينفي عنها ما يرميه به بعضهم من دعوى الإلهية والقدرة على الإتيان بما يهددهم به، وينفي عنها ما يرميه به الآخرون من أنّه كذّابٌ، فالتركيب حاملٌ الدلالة على انتفاء الوصفين بمعونة السياق والقرائن الكتنفة.
***
ولننظر في نمط تركيبي آخر عليّ المنزل ماجد العطاء كريمه:أساسه منازل الكلم في بناء الجملة يعرف عند علماء البيان بالتقديم والتأخير.
والوقوف على منازل الكلمات ومجالات حركتها في بناء الأسلوب ذو أهمية مجيدة وهو في الوقت نفسه ذو صعوبة بالغة، ولعلَّه لذلك كانت عناية عبد القاهر الجرجاني بالتقديم والتأخير ومنازل الكلمات ورتبها في بيان عمود بلاغة الكلام (النظم) فقد أكثر من الإشارة إلى التقديم والتأخيروالترتيب، وأفرد للتقديم فصلا خاصا في دلائل الإعجازاستهله بتوطئة نبيلة يقول فيها:

اسم الکتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن المؤلف : محمود توفيق محمد سعد    الجزء : 1  صفحة : 277
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست