responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن المؤلف : محمود توفيق محمد سعد    الجزء : 1  صفحة : 271
انظر سورة (والعصر) ماذا ترى؟ لا ترى إلا جملة نحوية واحدة تعلَّقت مكونها كلُّها ببعضها تعلُّقا نحويًّا، ومن ثَمّ فإنّ السُّورة كلَّها قائمة من النَّظم التركيبيِّ، وليس النَّظم الترتيبيّ، وهذا ما تراه أيضًا في سورة (قُلْ هُوَ اللهُ أحدٌ) وعلى الرّغم من ذلك فهي معجزة الخلائق أجمعين.
و"البقاعيّ" في تأويله النظم التركيبيّ في بناء الجملة يربط دلالة التركيب وسمات الأسلوب بالسياق القريب والبعيد للجملة وبالقصد الرئيس من السُّورة أحيانًا، وإن كان بيانه ارتباط الدلالة التركيبية للجملة بالسِّياق الممتدِّ للجملة قد يكون خافتا لايبصره من كان متعجلا
وغير خفي أنّه كلّما اتسعت دائرة السياق كانت علاقة خصائص بناء الجملة به أدخل في اللطف الذي يفتقر المتدبِّره إلى فيض من اللقانة العقليِّة والصفاء الذوقيِّ
*****
لاريب في أنَّ أساليب وأنماط البناء التركيبيّ إنما هي أساليب وأنماط جدُّ عديدة لاتكاد يحاط بها فضلا عن أنْ تحصى، وهذا يقيمنا في مقام المضطر إلى أن يأخذ وأن يدع، وأنْ يُجملَ وألا يستوفي التفصيل فيما يأخذ، فثمَّ معابتان لاقِبَلَ لى أن أتطهر منهما:
معابة أخذ بعض الأساليب وترك بعضها،
ومعابة الإجمال أو الاكتفاء من الأسلوب ببعض صوره، فهذه معابة في البحث العلمي نكراء أبغضها أيَّما إبغاض.
كم كنت راغبا في الأ أتلطخ بأي منهما ولكنَّ الغاية التي نصبت لهذا البحث لاتدع لى مجالا للتقية.
***
ومن النظم التركيبيّ الذي عُنى به البقاعي مثلا التخصيص ومسالكه الذي يطلق عليه البلاغيون (القصر)
ومن البيّن أنّ مسالك التخصيص في العربية جِدُّ عديدة، وإن كانت عناية البلاغيين بضربٍ ذي خصوصية في الدلالة على التخصيص، فهم في دراستهم لطرق القصر اختاروا طرائق معينة (النفي والاستثناء، وإنما، والتقديم، والعطف بـ (بل) و (لكن) ، و (لا) وضمير الفصل وتعريف الطرفين.

اسم الکتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن المؤلف : محمود توفيق محمد سعد    الجزء : 1  صفحة : 271
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست