وقيل: التمام لما حصل فيه نقص قبل التمام.. والكمال لا يشعر بذلك..
وقال العسكري: الكمال اسم لاجتماع أبعاض الموصوف به، والتمام اسم للجزء الذي يتم به الموصوف؛ ولهذا يقال: القافية تمام البيت، ولا يقال: كماله، ويقولون: البيت بكماله أي: باجتماعه. اهـ.
ومن ذلك: أعطى وآتى.. فالإيتاء أقوى؛ إذ لا مطاوع له، فالفاعل فيه مستقل، بخلاف أعطى، فله مطاوع.. وكل فعل له مطاوع فالفاعل فيه يتوقف تأثيره على قبول المفعول للتأثير، تقول: خرطته فانخرط.. فلولا قبوله للانخراط لم ينخرط.. ولهذا يدل على أن الإعطاء لن يدوم على حالة واحدة، قال تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} .. لأنه مورد في الموقف مرتحل عنه قريب إلى منازل العز في الجنة..
فعبر فيه بالإعطاء لأنه يترك عن قرب وينتقل إلى ما هو أعظم منه..
وكذا: {يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} لما فيه من تكرير الإعطاء والزيادة إلى أن يرضى كل الرضا صلى الله عليه وسلم.
وقال تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ} فمن يؤتيه الله قبل من غير توقف؛ إذن هذا الفعل لا مطاوع له؛ فالفاعل فيه مستقبل بالتأثير.
ومن ذلك: آتى وأتى.. فالأول لمن يقبل دائمًا.. والثاني قد لا يقبل، قال تعالى: {وَآتَى الزَّكَاةَ} لمن يقبل.. وقال: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ} وليس منهم قبول.
ومن ذلك: السنة في الشدة، والعام في الرخاء {فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا} .