اسم الکتاب : إعجاز القرآن المؤلف : الباقلاني الجزء : 1 صفحة : 300
وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً * وآفته من الفهمِ السقيمِ (1)
ولكن تأخذُ الآذانُ منه * على قدر الفرائح والعلومِ وأنشدني الحسن بن عبد الله، قال: أنشدنا بعض مشايخنا، للبحتري: أهز بالشعر أقواماً ذوي سِنة * لو أنهم ضُربوا بالسيف ما شعروا (2) عليَّ نحتُ القوافي من مقاطعها * وما عليّ لهم أن تفهمَ البقرُ (3) فإذا كان نقد الكلام كله صعباً، وتمييزه شديداً، والوقوع على / اختلاف فنونه [4] متعذراً، وهذا في كلام الآدميين (5) - فما ظنك بكلام رب العالمين؟ ! * * * قد أبنا لك أن من قدر أن البلاغة في عشرة أوجه من الكلام، لا يعرف من البلاغة إلا القليل (6) ، ولا يفطن منها إلا لليسير.
ومن زعم أن البديع يقتصر على ما ذكرناه من قبل عنهم (7) في الشعر، فهو متطرف.
بلى، إن كانوا يقولون: إن هذه من وجوه البلاغة وغرر البديع وأصول اللطيف، وإن ما يجري مجرى ذلك ويشاكله ملحق بالاصل، ومردود على القاعدة - فهذا قريب.
وقد بينا في نظم القرآن: أن الجملة تشتمل على بلاغة منفردة، والأسلوب يختص بمعنى آخر من الشرف.
ثم الفواتح والخواتم، والمبادئ والمثاني (8) ، والطوالع والمقاطع، والوسائط والفواصل.
(1) في ديوانه 2 / 379 (2) ديوانه 673 " ذوى وسن في الجهل لو ضربوا " (3) م: " من معادنها " [4] م: " نعوته " (5) س، ك " الآدمى " (6) م: " إلا قليلا " (7) م: " ما قلناه من قبل عنهم " (8) م: " والمنادى والمباني " (*)
اسم الکتاب : إعجاز القرآن المؤلف : الباقلاني الجزء : 1 صفحة : 300