اسم الکتاب : إعجاز القرآن المؤلف : الباقلاني الجزء : 1 صفحة : 294
ويجوز أن يكون في مثل هذا خلاف [1] ، وأن يكون كل واحد ذكر آخر ما سمع.
* * * ولو كان القرآن من كلامه، لكان البون بين كلامه وبينه مثل ما بين خطبة وخطبة ينشئهما (2) رجل واحد، وكانوا يعارضونه، لأنا قد علمنا أن القدر الذي بين كلامهم وبين كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج إلى حد الإعجاز، ولا يتفاوت التفاوت الكثير، ولا يخفى كلامه (3) من جنس أوزان كلامهم، وليس كذلك نظم القرآن، لانه خارج من جميع ذلك.
فإن قيل: لو كان على ما ادعيتم، لعرفنا بالضرورة أنه معجز (4) دون غيره؟ قيل: معرفة الفصل بين وزن الشعر [أو غيره من أوزان الكلام لا يقع ضرورة، ويحتاج في معرفة ذوق الشعر] (5) ووزنه، والفرق بينه وبين غيره من الاوزان يحتاج (6) إلى نظر وتأمل، وفكر وروية واكتساب.
وإن كان النظم المختلف الشديد التباين إذا وجد أدرك اختلافه بالحاسة.
إلا أن كل وزن وقبيل إذا أردنا تمييزه من غيره احتجنا فيه (7) إلى الفكرة والتأمل (8) .
فإن قيل: لو كان معجزاً لم يختلف أهل الملة (9) في وجه إعجازه؟ قيل: قد يثبت الشئ دليلاً وإن اختلفوا في وجه دلالة البرهان، كما قد
يختلفون في الاستدلال على حدوث (10) العالم من الحركة والسكون، والإجتماع والإفتراق.
/ فأما المخالفون، فإنه يتعذر عليهم أن يعرفوا أن القرآن كلام الله، لأن مذهبهم أنه لا فرق بين أن يكون القرآن من قبل الرسول أو من قبل الله عزَّ وجلَّ في كونه معجزاً، لأنه إن خصه بقدر من العلم لم تجر العادة بمثله، [1] م: " اختلاف " (2) س: " ينشئها " (3) ج س " كلام " (4) م " لعرفنا أنه معجز ضرورة " (5) الزيادة من ا، م (6) س " تحتاج إلى " (7) سقطت من م (8) ا: " الفكر " (9) م " الملل " (10) م " حدث " (*)
اسم الکتاب : إعجاز القرآن المؤلف : الباقلاني الجزء : 1 صفحة : 294