اسم الکتاب : إعجاز القرآن المؤلف : الباقلاني الجزء : 1 صفحة : 114
ويسلس مأخذه، ويسلم وجهه ومنفذه، ويكون قريب المتناول، غير عويص اللفظ، ولا غامض المعنى.
كما [قد] [1] يختار (2) قوم ما يغمض معناه، ويغرب لفظه، ولا يختار ما سهل على اللسان، وسبق إلى البيان.
وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصف زهيراً، فقال: كان لا يمدح الرجل إلا بما فيه (3) .
وقال لعبد بني الحسحاس حين أنشده: / * كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا (4) *: أما إنه لو قلت مثل هذا لأجزتك عليه (5) .
وروي أن جريراً سئل عن أحسن الشعر؟ فقال: قوله:
إن الشقي الذي في النار منزله * والفوز فوز الذي ينجو من النار (6) كأنه فضله لصدق معناه.
ومنهم من يختار الغلو في قول الشعر والإفراط فيه (7) ، حتى ربما قالوا: أحسن الشعر أكذبه، كقول النابغة: يَقُدُّ السلوقِيَّ المضاعفَ نسجُه * ويوقدن بالصفّاحِ نارَ الحباحبِ (8) وأكثرهم على مدح المتوسط بين المذهبين: في الغلو (9) والاقتصاد، وفي المتانة والسلاسة. [1] الزيادة من م (2) س " ويختار " (3) راجع الاغانى 9 / 147 والشعر والشعراء 1 / 87 (4) صدره في ديوان سحيم ص 16 * عميرة ودع إن تجهزت غاديا * (5) في الاغانى 20 / 3 " لو قلت شعرك كله ... " وفى البيان والتبيين 1 / 72 " لو قدمت الاسلام على الشيب لاجزتك " (6) من أبيات جميلة أنشدها ابن الاعرابي، كما في أمالى المرتضى 1 / 45 - 46 وقبله: ما شقوة المرء بالاقتار يقتره * ولا سعادته يوما بإكثار (7) سقطت كلمة " فيه " من م (8) ديوانه ص 44 والعمدة 2 / 59، 285 (9) س " في اللغو " (*)
اسم الکتاب : إعجاز القرآن المؤلف : الباقلاني الجزء : 1 صفحة : 114