اسم الکتاب : أسرار ترتيب القرآن المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 41
مقدمة في تريتب السور مدخل
...
مقدمة في ترتيب السور:
اختلف العلماء في ترتيب السور، هل هو بتوقيف من النبي -صلى الله عليه وسلم- أو باجتهاد من الصحابة؟ بعد الإجماع على أن ترتيب الآيات توقيفي، والقطع بذلك.
فذهب جماعة إلى الثاني؛ منهم: مالك، والقاضي أبو بكر[1] في أحد قوليه، وجزم به ابن فارس[2].
ومما استدل به لذلك: اختلاف مصاحف السلف في ترتيب السور، فمنهم من رتبها على النزول، وهو مصحف علي، كان أوله: "اقرأ" ثم البواقي على ترتيب نزول المكي، ثم المدني، ثم كان أول مصحف ابن مسعود "البقرة" ثم "النساء" ثم "آل عمران" على اختلاف شديد، وكذا مصحف أبي بن كعب وغيره، على ما بينته في الإتقان[3].
وفي المصاحف لابن أشتة بسنده عن عثمان أنه أمرهم أن يتابعوا الطُّوَل[4]. [1] هو القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني المتكلم المشهور، صاحب كتاب إعجاز القرآن والتقريب وغيره، توفي سنة 403هـ. وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 481"، وشذرات الذهب "2/ 57". انظر قول الباقلاني في الانتصار للقرآن "1/ 168" وما بعدها. [2] هو أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا بن حبيب الرازي اللغوي، وهو من أكابر أئمة اللغة في وقته، محتجًّا به في جميع الجهات غير منازع، وكان يناظر في الفقه، توفي سنة 395هـ، ترجمته في إنباه الرواة "1/ 94"، ويتيمة الدهر "3/ 400"، وتلخيص ابن مكتوم "15"، وكلام ابن فارس هذا في "المسائل الخمس" ذكره الزركشي في البرهان "1/ 237". [3] انظر هذا الاختلاف في المصاحف في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي "1/ 51"، والإتقان: "1/ 216"وفيه أن ابن فارس يجزم بترتيب الطول والمئين والمفصل بالتوقيف، أما وضع كل مجموعة تلو الأخرى فمن الصحابة. [4] انظر: الإتقان "1/ 216" من طريق إسماعيل بن عياش إلى أبي محمد القرشي، وإسماعيل فيه كلام "الضعفاء، من اسمه إسماعيل"، وابن أشتة هو محمد بن عبد الله بن أشتة أحد العلماء بالعربية والقراءات، ألف في المصاحف وشواذ القراءات، توفي سنة 306هـ "طبقات القراء 2/ 184"، وانظر المصاحف لابن أبي داود "34 و53" وما بعدها.
اسم الکتاب : أسرار ترتيب القرآن المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 41