اسم الکتاب : أسرار ترتيب القرآن المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 173
سورة الفلق والناس:
قال: أقول: هاتان السورتان نزلتا[1] معًا -كما في الدلائل للبيهقي- فلذلك قُرنتا، مع ما اشتركتا فيه من التسمية بالمعوذتين، ومن الافتتاح بـ {قُلْ أَعُوذُ} ، وعقب بهما سورة الإخلاص؛ لأن الثلاثة سميت في الحديث بالمعوذات وبالقواقل[2].
وقدمت الفلق على الناس -وإن كانت أقصر منها- لمناسبة مقطعها في الوزان لفواصل الإخلاص مع مقطع تبت[3].
وهذا آخر ما مَنَّ الله به عليَّ من استخراج مناسبات ترتيب السور، وكله من مستنبطاتي، ولم أعثر فيه على شيء لغيري إلا النزر اليسير الذي صرحت بعزوي له، فلله الحمد على ما ألهم، والشكر على ما مَنَّ به وأنعم، سبحانك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.
ثم رأيت الإمام فخر الدين ذكر في تفسيره[4] كلامًا لطيفًا في [1] في المطبوعة: "نزلنا" تحريف، والمثبت من "ظ". [2] الذي عثرت عليه حديث عبد الله بن خبيب عن أبيه -رضي الله عنهما- قال: أصابنا طش وظلمة، فانتظرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخذ بيدي فقال: "قل"، فسكت. فقال: "قل"، فقلت: ما أقول؟ قال: "قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثًا تكفك، كل يوم مرتين" "مسند الإمام أحمد: 5/ 312، وأبو داود في الأدب ما يقول إذا أصبح: 2/ 176، والنسائي في الاستعاذة: 8/ 250، والترمذي في الدعوات: 9/ 347"، وحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتعوذ بهن كل ليلة ثلاث مرات "البخاري في فضائل القرآن: 6/ 223".
ونقل السيوطي عن السخاوي قوله: "وقوارع القرآن الآيات التي يتعوذ بها ويتحصن، سميت بذلك لأنها تقرع الشيطان وتقمعه كآية الكرسي والمعوذتين" "الإتقان: 1/ 201"، أما كلمة "القواقل" التي ذكرها المؤلف، فلم نعثر عليها في الحديث النبوي ومصادره. [3] مقطع الفلق "حسد" مناسب لفواصل الإخلاص "أحد، الصمد، أحد"، ومقطع تبت "مسد" وكلها متفقة في الوزن. [4] واسمه: "مفاتيح الغيب".
اسم الکتاب : أسرار ترتيب القرآن المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 173