responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ترتيب القرآن المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 164
سورة لم يكن:
أقول: هذه السورة واقعة موقع العلة لما قبلها؛ كأنه لما قال سبحانه: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} "القدر: 1" قيل: لِمَ أنزل؟ فقيل: لأنه لم يكن الذين كفروا منفكين عن كفرهم حتى تأتيهم البينة، وهو رسول من الله يتلو صحفًا مطهرة، وذلك هو المنزَّل.
وقد ثبتت الأحاديث بأنه كان في هذه السورة قرآن نُسخ رسمه وهو: "إنا أنزلنا المال لإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، ولو أن لابن آدم واديًا لابتغى إليه الثاني، ولو أن له الثاني لابتغى إليه الثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب"[1].
وبذلك تشتد المناسبة بين هذه السورة وبين ما قبلها؛ حيث ذكر هناك إنزال القرآن، وهنا إنزال المال، وتكون السورتان تعليلًا[2] لما تضمنته سورة اقرأ؛ لأن [في] [3] أولها ذكر العلم، وفي أثنائها ذكر المال، فكأنه قيل: إنا لم ننزل المال للطغيان والاستطالة والفخر؛ بل ليُستعان به على تقوانا، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة[4].

[1] أخرجه الإمام أحمد في المسند عن أبي واقد الليثي "5/ 218"، والطبراني في المعجم الكبير "3/ 247، 248"، والقضاعي في مسند الشهاب "2/ 318"، والدارقطني في العلل الواردة في الأحاديث "6/ 298"، وعزاه الهيثمي في مجمع الزوائد "7/ 140" إلى أحمد والطبراني، وقال: رجال أحمد رجال الصحيح.
[2] في "ظ": "تفصيلًا".
[3] ما بين المعقوفين إضافة من "ظ".
[4] العلم في قوله تعالى: {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} "العلق: 5"، والمال في قوله: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى، أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} "العلق: 6، 7".
اسم الکتاب : أسرار ترتيب القرآن المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست