اسم الکتاب : أسرار ترتيب القرآن المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 161
سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ} :
أقول: هي شديدة الاتصال بسورة الضحى؛ لتناسبهما في الجمل؛ ولهذا ذهب بعض السلف إلى أنهما سورة واحدة بلا بسملة بينهما[1]. قال الإمام: والذي دعاهم إلى ذلك هو: أن قوله: {أَلَمْ نَشْرَحْ} كالعطف على {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} "الضحى: 6" [في الضحى] [2].
قلت: وفي حديث الإسراء أن الله تعالى قال: "يا محمد، ألم أجدك يتيمًا فأويت، وضالًّا فهديت، وعائلًا فأغنيت، وشرحت لك صدرك، وحططت عنك وزرك، ورفعت لك ذكرك، فلا أذكر إلا ذكرت" الحديث، أخرجه ابن أبي حاتم[3]، وفي هذا أَوْفَى دليل على اتصال السورتين معنى. [1] نقل هذا القول فخر الدين الرازي في تفسيره عن طاوس وعمر بن عبد العزيز "تفسير سورة الضحى". [2] هي كالعطف في المعنى لا في اللفظ، ثم إن هذه السورة شرح لسابقتها، فشرح الصدر هناك، مفصل هنا ببيان عناصره وأسبابه التي هي: الإيواء بعد اليتم، والهداية بعد الضلال، والغِنَى بعد العيلة، فتلك كلها من عوامل انشراح الصدر للإيمان، لا سيما وقد جاءت بعد وعد بالعطاء حتى يرضى الرسول صلى الله عليه وسلم. [3] تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم "10/ 3443"، والحديث ذكره أيضًا ابن كثير في تفسيره عن ابن أبي حاتم "8/ 452"، وانظر: الدر المنثور "8/ 545، 546".
اسم الکتاب : أسرار ترتيب القرآن المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 161