اسم الکتاب : أسرار ترتيب القرآن المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 112
سورة النور:
أقول: وجه اتصالها بسورة {قَدْ أَفْلَحَ} : أنه لما قال [فيها] [1]: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} "المؤمنون: 5"، ذكر في هذه أحكام من لم يحفظ فرجه، من الزانية والزاني، وما اتصل بذلك من شأن القذف، وقصة الإفك، والأمر بغض البصر[2]، وأمر فيها بالنكاح حفظًا للفروج، وأمر من لم يقدر على النكاح بالاستعفاف، وحفظ فرجه، ونهى عن إكراه الفتيات على الزنا[3].
ولا ارتباط أحسن من هذا الارتباط، ولا تناسق أبدع من هذا النسق. [1] ما بين المعقوفين إضافة من "ظ". [2] الزانية والزاني في قوله: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} إلى {وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} "2، 3"، وجاء القذف في قوله: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} إلى قوله: {وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ} "4-10"، وهو شامل لأحكام اللعان وقصة الإفك هي التي أرجف بها المنافقون في حق أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- حتى برأها الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} إلى {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} "11-18"، وجاء غض البصر في قوله: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} إلى قوله: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا} "30، 31"، وفي "ظ" بعد كلمة: "البصر" ما يلي: "الذي هو داعية الزنا، والاستئذان الذي إنما جعل من أجل النظر". [3] جاء الأمر بالنكاح، والاستعفاف لغير القادر، وعدم إكراه الفتيات على البغاء في الآيتين "32، 33".
اسم الکتاب : أسرار ترتيب القرآن المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 112