اسم الکتاب : أسرار ترتيب القرآن المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 107
سورة مريم:
أقول: ظهر لى في وجه مناسبتها لما قبلها: أن سورة الكهف اشتملت على عدة أعاجيب: قصة أصحاب الكهف، وطول لبثهم هذه المدة الطويلة بلا أكل ولا شرب، وقصة موسى مع الخضر، وما فيها من الخارقات، وقصة ذي القرنين، وهذه السورة فيها أعجوبتان: قصة ولادة يحيى بن زكريا[1]، وقصة ولادة عيسى، فناسب تتاليهما[2].
وأيضًا فقد قيل: إن أصحاب الكهف يُبعثون قبل قيام الساعة، ويحجون مع عيسى ابن مريم حين ينزل[3]، ففي ذكر سورة مريم بعد [ذكر] [4] سورة أصحاب الكهف مع ذلك -إن ثبت- ما لا يخفى من المناسبة.
وقد قيل أيضًا: إنهم من قوم عيسى، وإن قصتهم كانت في الفترة، فناسب توالي [سورة] [5] قصتهم و [سورة] [5] قصة نبيهم[6]. [1] ولادة يحيى كانت عجيبة؛ لأن أمه كانت قد بلغت سن اليأس، وأباه قد بلغ من الكبر عتيًّا، فلا ينجب مثلهما أبدًا. [2] نظم الدرر في تناسب الآيات والسور "4/ 446" وما بعدها. [3] لم نعثر على هذا الرأي فيما بين أيدينا من مصادر. [4] ما بين المعقوفين إضافة من "ظ". [5] ما بين المعقوفين إضافة من "ظ". [6] قال بن كثير: الظاهر أنهم كانوا قبل ملة النصرانية؛ لأن اليهود أشاروا على قريش بسؤال النبي -صلى الله عليه وسلم- عنهم، فدل على أنه محفوظ قبل عيسى "تفسير ابن كثير: 5/ 137".
اسم الکتاب : أسرار ترتيب القرآن المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 107