اسم الکتاب : إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر المؤلف : البَنَّاء الجزء : 1 صفحة : 95
يجوز العمل به ولا يؤخذ به, وذهب مكي وابن شريح والداني وشيخه فارس والشاطبي ومن تبعهم من المتأخرين إلى الأخذ به, لكن بشرط صحته في العربية, فإنه ربما يؤدي في الألف إلى اجتماع ثلاث سواكن مثلا نحو: "رأيت"[1] وربما يتعذر في بعضه وذلك إذا كان قبل الألف التي هي صورة الهمز ساكن نحو: "السوأى" فهذا ونحوه...... لا تجوز القراءة به لمخالفته للغة, وعدم صحته نقلا, على أن سائر الأئمة من العراقيين قاطبة والمشارقة لم يعرجوا على التخفيف الرسمي, ولا ذكروه ولا أشاروا إليه لكن لا ينبغي ترك العمل به بشرطه اتباعا لخط المصحف, وهذا هو المختار وعليه سائر المتأخرين فتبدل الهمزة بالشرط المذكور بما صورت به, فما صور ألفا أبدله ألفا وما صور واوا أبدله واوا, وما صور ياء أبدله ياء, وما لم يصور حذفه, ثم إنه تارة يوافق الرسم القياسي ولو بوجه فيتحد المذهبان, وتارة يختلفان ويتعذر اتباع الرسم كما تقدم, فإن كان في التخفيف القياسي وجه راجح وهو مخالف ظاهر الرسم, وكان الوجه الموافق ظاهره مرجوحا قياسا كان هذا أعني المرجوح هو المختار عندهم, لاعتضاد بموافقة الرسم, ومعرفة ذلك متوقفة على معرفة الرسم, فالأصل أن تكتب صورة الهمزة بما تئول إليه في التخفيف أو يقرب منه, فإن خففت ألفا أو كالألف فقياسها أن تكتب ألفا أو ياء أو كالياء أن تكتب ياء, أو واوا أو كالواو أن تكتب واوا, أو حذفا بنقل أو إدغام أو غيره أن تحذف ما لم تكن أولا, فتكتب حينئذ ألفا سواء اتصل بها زائد نحو: "سأصرف" أو لا نحو: "آمنوا" إشعارا بحالة الابتداء هذا هو القياس في العربية, وخط المصحف وجاءت أحرف في الكتابة خارجة عن القياس لمعنى مقصود ووجه مستقيم يعلمه من قدر للسلف قدرهم وعرف لهم حقهم.
فما خرج عن القياس من الهمز الساكن المتطرف فمن المكسور ما قبله "هيء، ويهيء لكم" رسم في بعض المصاحف صور الهمز فيهما ألفا كراهة اجتماع المثلين وكذا "مكر السيء، والمكر السيء" وإنكار الداني كتابة ذلك بالألف تعقبه السخاوي بأنه رآه كذلك في المصحف الشامي, وأيده صاحب النشر بمشاهدته فيه كذلك أيضا, والوقف على ذلك كله على الوجه القياسي بإبدال الهمزة ياء لسكونها وإنكسار ما قبلها فلا يجوز بالألف على الرسمي.
ومن المتوسط: و"رئيا" [مريم الآية: 74] كتبوها بياء واحدة, فحذفوا صورة الهمزة كراهة اجتماع المثلين؛ لأنها لو صورت لكانت ياء.
ومن المتوسط المضموم ما قبله "تؤي إليك، والتي تؤيه" كتبوها بواو واحدة خوف اجتماع المثلين كما فعلوه في نحو: "داود" فتبدل الهمزة في "تؤي، وتؤيه" واوا وفي "رئيا" ياء مع الإظهار والإدغام, وكذلك حذفوها في باب الرؤيا المضموم الراء [1] حيث وقعت. [أ] .
اسم الکتاب : إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر المؤلف : البَنَّاء الجزء : 1 صفحة : 95