اسم الکتاب : إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر المؤلف : البَنَّاء الجزء : 1 صفحة : 619
واجعله لي حجة يا رب العالمين قال الحافظ ابن الجزري وهذا الحديث لا أعلم ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ختم القرآن حديث غيره وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك رواه أبو داود من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها "وكان" من دعائه -صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى, اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل, ومن عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات وضلع الدين وغلبة الرجال, اللهم اغفر خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري, وما أنت أعلم به مني, اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي, وكل ذلك عندي اللهم, اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير, اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ونفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها, اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وارزقني علما ينفعني, اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي, واجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر, اللهم إني أسألك عيشة تقية وميتة سوية ومردا غير مخز ولا فاضح, اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك آمين, اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا دينا إلا قضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها يا أرحم الراحمين, اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع, وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة, اللهم عافني في جسدي وعافني في بصري واجعله الوارث مني, اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة, اللهم اجعل خير عملي آخره وخير عملي خواتمه وخير أيامي يوم ألقاك فيه", واختلف في إهداء ثواب الختمة ونحوها للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقيل بمنعه لعدم الإذن فيه بخلاف الصلاة عليه وسؤال الوسيلة له -صلى الله عليه وسلم- ولأنه تحصيل للحاصل؛ لأن له مثل أجر من تبعه وأجازه الشيخ أبو بكر الموصلي قال: بل هو مستحب وتبعه كثيرون وهذا هو الراجح عندنا معاشر الشافعية, بل قال العلامة ابن حجر المكي في باب الإجازة من شرحه لمنهاج النووي: إن القول الأول وهم, وأطال في الاستدلال لأرجحية الثاني, وحكى الغزالي عن ابن الموفق أنه حج عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حججا وذكر القضاعي أنها ستون حجة وذكر محمد بن إسحاق أنه ختم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر من ثلاثة عشر ألف ختمة وضحى عنه مثل ذلك, واستحب بعضهم أن يختم الدعاء بقوله: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الآية: 180-182] و {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الآية: 43] وأستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه مستعينا به متوسلا إليه في ذلك بنبيه سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وأسأله أن يسبل علينا ستره الجميل, وأن يعفو عني وعن والدي وأولادي ومشايخي وإخواني والمسلمين, وأن يعطف علينا نبينا
اسم الکتاب : إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر المؤلف : البَنَّاء الجزء : 1 صفحة : 619