اسم الکتاب : إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر المؤلف : البَنَّاء الجزء : 1 صفحة : 370
واختلف عن الأزرق في ترقيق "ذكرا، وسترا، وأمرا" وبابه فرققه جماعة في الحالين وفخمه آخرون كذلك, والجمهور على تفخيمه في الحالين.
واختلف في "لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا" [الآية: 71] فحمزة والكسائي وخلف بفتح الياء المثناة من تحت وفتح الراء على الغيب1 "أهلها" بالرفع على الفاعلية, وافقهم الأعمش والباقون بضم التاء المثناة من فوق وكسر الراء مخففة مع سكون الغين على الخطاب, وأهلها بالنصب على المفعولية وعن الحسن بضم التاء المثناة من فوق وكسر الراء المشددة للتكثير, ويلزم منه فتح الغين وأهلها بالنصب, ومر إبدال همز "لا تؤاخذني" واوا لورش وأبي جعفر.
واختلف في "زاكية" [الآية: 74] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بألف بعد الزاي وتخفيف الياء اسم فاعل من زكا أي: طاهرة من الذنوب, ووصفها بهذا الوصف؛ لأنه لم يرها إذ ثبت قبل, أو لأنها صغيرة لم تبلغ الحنث, وافقهم ابن محيصن واليزيدي, والباقون بتشديد الياء من غير ألف[2] أخرج إلى فعيلة للمبالغة.
وقرأ "نكرا" [الآية: 74] في الموضعين بضم الكاف نافع وأبو بكر وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب, والباقون بالسكون فيهما, وذكر بالبقرة "واتفقوا" على "فلا تصاحبني" إلا ما انفرد به هبة الله عن المعدل عن روح من فتح التاء وإسكان الصاد وفتح الحاء من صحبه يصحبه, وأسقطها من الطيبة على قاعدته.
واختلف في "من لدني" [الآية: 76] فنافع وأبو جعفر بضم الدال وتخفيف النون[3] وهو أحد لغاتها, قال في البحر: وهي نون لدن اتصلت بياء المتكلم وهو القياس؛ لأن أصل الأسماء إذا أضيفت إلى ياء المتكلم لم تلحق نون الوقاية نحو: غلامي وفرسي ا. هـ. وقرأ أبو بكر بتخفيف النون, واختلف عنه في ضمة الدال, فأكثر أهل الأداء على إشمامها الضم بعد إسكانها, وهو الإيماء بالشفتين إلى الضمة بعد سكون الدال وهو الذي في الكافي والتذكرة وغيرهما, ولم يذكر في الشاطبية كالتيسير غيره, وذهب كثير إلى اختلاس ضمة الدال كالهذلي وغيره, والوجهان في جامع البيان وغيره, ويحتمل في هذه القراءة أن تكون النون أصلية, فالسكون حينئذ تخفيف كضاد عضد, وأن تكون للوقاية, والباقون بضم الدال وتشديد النون دخلت نون الوقاية على لدن لتقيها من الكسر محافظة على سكونها, كما حوفظ على نون من وعن فقيل مني وعني بالتشديد, فأدغمت النون الأولى في نون الوقاية المتصلة بياء المتكلم, وعن ابن محيصن والمطوعي "يُضَيِّفُوهُمَا" بكسر الضاد وسكون الياء مخففة من أضافه وعن المطوعي "أَنْ يَنْقَض" بضم الياء
1 أي: "لِيَغْرَق". [أ] . [2] أي: "زَكِيَّة". [أ] . [3] أي: "لَدُني". [أ] .
اسم الکتاب : إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر المؤلف : البَنَّاء الجزء : 1 صفحة : 370