اسم الکتاب : إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر المؤلف : البَنَّاء الجزء : 1 صفحة : 347
وقرأ "يُبَشِّرُك" [الآية: 53] بالتخفيف[1] حمزة واختلف في تبشرون فنافع بكسر النون مخففة, والأصل تبشرونني الأولى للرفع والثانية للوقاية, حذفت نون الوقاية للثقل, ثم حذفت الياء على حد أكرمني مجتزيا عنها بالكسرة المنقولة إلى النون الأولى, وقيل المحذوف الأولى وعليه سيبويه, وقرأ ابن كثير بكسر النون مشددة أدغم الأولى في الثانية تخفيفا, وحذف ياء الإضافة اكتفاء بالكسرة, وافقه ابن محيصن والباقون بفتحها مخففة.
تنبيه في النشر إذا وقف على المشدد بالسكون نحو: صواف ودواب وتبشرون عند من شدد النون فمقتضى إطلاقهم لا فرق في قدر هذا المد وقفا ووصلا, ولو قيل بزيادة في الوقف على قدره في الوصل لم يكن بعيدا, فقد قال كثير منهم بزيادة ما شدد على غير المشدد, وزادوا مد لام من ألم على مد ميم من أجل التشديد فهذا أولى لاجتماع ثلاث سواكن ا. هـ. وعن "الحسن القانطين" بغير ألف كفرحين.
واختلف في "وَمَنْ يَقْنَط" [الآية: 56] هنا و"يقنطون" [بالروم الآية: 36] "لا تَقْنَطُوا" [بالزمر الآية: 53] فأبو عمرو والكسائي وكذا يعقوب وخلف بكسر النون وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش, والباقون بفتحها كعلم يعلم لغة فيه والأول كضرب يضرب لغة أهل الحجاز وأسد وهي الأكثر, ولذا أجمعوا على الفتح في الماضي في قوله تعالى: من بعد ما قنطوا.
وقرأ "لَمُنَجُّوهُم" [الآية: 59] بالتخفيف حمزة[2] والكسائي ويعقوب وخلف كما مر بالأنعام.
واختلف في "قَدَّرْنَا" [الآية: 60] هنا و [النمل الآية: 57] فأبو بكر بتخفيف الدال[3] والباقون بتشديدها, وهما لغتان بمعنى التقدير لا القدرة أي: كتبنا وأسقط الهمزة الأولى من "جاء آل" قالون والبزي وأبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب, وقنبل من طريق ابن شنبوذ وسهل الثانية بين بين ورش وأبو جعفر وقنبل ورويس من غير طريقهما المذكورين, وللأزرق وجه ثان وهو إبدالها ألفا, وكذا قنبل في وجهه الثالث, لكن سبق في باب الهمزتين من كلمتين عن النشر أن بعضهم اقتصر على التسهيل لهما, ومنع البدل في ذلك, ونظيره وهو جاء آل فرعون؛ وذلك لأن بعدها ألفا فيجتمع ألفان حالة البدل, واجتماعهما متعذر, وقيل تبدل فيهما كسائر الباب, ثم فيهما بعد البدل وجهان: أحدهما أن تحذف الألف للساكنين, والثاني أن لا تحذف ويزاد في المد فتفصل تلك الزيادة بين الساكنين قال: وقد أجاز بعضهم على وجه الحذف الزيادة في المد على مذهب من روى المد عن الأزرق, لوقوع حرف المد بعد همز ثابت فحكى فيه المد والتوسط والقصر, وفيه نظر وحينئذ فالمعول عليه حالة البدل وجهان: القصر على تقدير حذف الألف, والمد على [1] والتخفيف أي: "يَبْشُرك". [أ] . [2] أي: "لَمُنْجوهم". [أ] . [3] أي: "قَدْرَنا". [أ] .
اسم الکتاب : إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر المؤلف : البَنَّاء الجزء : 1 صفحة : 347