responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر المؤلف : البَنَّاء    الجزء : 1  صفحة : 274
واختلف في "مكانتهم" [الآية: 67] من سورة يس و"مكانتكم" [الآية: 135] حيث وقعا وهو هنا و [هود الآية: 93، 121] معا و [يس الآية: 67] و [الزمر الآية: 39] فأبو بكر بألف على الجمع فيها[1] ليطابق المضاف إليه وهو ضمير الجماعة, ولكل واحد مكانة وافقه الحسن والباقون بالإفراد على إرادة الجنس.
واختلف في "تكون له" [الآية: 135] هنا و [القصص الآية: 37] فحمزة والكسائي كذا خلف بالتذكير فيهما وافقه الأعمش, والباقون بالتأنيث وهما ظاهران إذ التأنيث غير حقيقي.
واختلف في "بزعمهم" [الآية: 136، 138] في الموضعين فالكسائي بضم الزاي فيهما لغة بني أسد وافقه الشنبوذي, والباقون بفتحها لغة أهل الحجاز فقيل هما بمعنى وقيل المفتوح مصدر والمضموم اسم.
واختلف في {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ} [الآية: 137] فابن عامر زين بضم الزاي وكسر الياء بالبناء للمفعول "قتل" برفع اللام على النيابة عن الفاعل "أولادهم" بالنصب على المفعول بالمصدر "شركائهم" بالخفض على إضافة المصدر إليه فاعلا, وهي قراءة متواترة صحيحة وقارئها ابن عامر أعلى القراء السبعة سندا وأقدمهم هجرة, من كبار التابعين الذين أخذوا عن الصحابة كعثمان بن عفان وأبي الدرداء ومعاوية وفضالة بن عبيد, وهو مع ذلك عربي صريح من صميم العرب, وكلامه حجة وقوله دليل؛ لأنه كان قبل أن يوجد اللحن, فكيف وقد قرأ بما تلقى وتلقن وسمع ورأى, إذ هي كذلك في المصحف الشامي, وقد قال بعض الحفاظ: إنه كان في حلقته بدمشق أربعمائة عريف يقومون عليه بالقراءة, قال: ولم يبلغنا عن أحد من السلف أنه أنكر شيئا على ابن عامر من قراءته ولا طعن فيها, وحاصل كلام الطاعنين كالزمخشري أنه لا يفصل بين المتضايفين إلا بالظرف في الشعر؛ لأنهما كالكلمة الواحدة أو أشبها الجار والمجرور, ولا يفصل بين حروف الكلمة ولا بين الجار ومجروره ا. هـ. وهو كلام غير معول عليه, وإن صدر عن أئمة أكابر؛ لأنه طعن في المتواتر, وقد انتصر لهذه القراءة من يقابلهم, وأوردوا من لسان العرب ما يشهد لصحتها نثرا ونظما بل نقل بعض الأئمة الفصل بالجملة فضلا عن المفرد في قولهم غلام إن شاء الله أخيك وقرئ شاذا "مُخْلِفَ وَعْدَه رُسُلَه" بنصب وعده وخفض رسله, وصح قوله -صلى الله عليه وسلم: "فهل أنتم تاركو إلي صاحبي" , ففصل بالجار والمجرور, وقال في التسهيل: ويفصل في السعة بالقسم مطلقا وبالمفعول إن كان المضاف مصدرا نحو: أعجبني دق الثوب القصار, وقال صاحب المغرب: يجوز فصل

[1] أي: "مكانتكم، مكاناتهم". [أ] .
اسم الکتاب : إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر المؤلف : البَنَّاء    الجزء : 1  صفحة : 274
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست