اسم الکتاب : إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر المؤلف : البَنَّاء الجزء : 1 صفحة : 135
باب الوقف على أواخر الكلم من حيث الروم والإشمام:
والوقف عبارة عن قطع النطق على الكلمة الوضعية زمنا يتنفس فيه عامة, فيه استئناف القراءة ولا يأتي في وسط كلمة, ولا فيما اتصل رسما، ولا بد من التنفس معه كما حرره صاحب النشر, والأصل فيه السكون؛ لأن الواقف في الغالب يطلب الاستراحة, فأعين بالأخف, وفي النشر كما عزاه لشرح الشافية الابتداء بالمتحرك ضروري والوقف على الساكن استحساني ا. هـ. قال شيخنا رحمه الله تعالى: وهذا قد يدل على أن مرادهم بالخطأ فيما وقف على متحرك بالحركة الخطأ الصناعي حتى لو وقف بالحركة لم يحرم, وبه أفتى الشهاب الرملي من متأخري الشافعية ثم قال شيخنا: ويمكن أن يراد بالاستحساني ما يقابل الضروري على معنى أن الابتداء بالساكن معتذر, واجتلاب الهمزة ضروري فيه بخلاف الوقف على المتحرك فإنه لا يعتذر, فكان اختيار السكون فيه ولو على سبيل الوجوب استحسانيا, إذا الواجب يقال له حسن ا. هـ. ويجوز الروم والإشمام بشرطه الآتي وورد النص بهما عن أبي عمرو والكوفيين والمختار الأخذ بهما للجميع.
أما الروم فهو الإتيان ببعض الحركة وقفا, فلذا ضعف صوتها لقصر زمنها ويسمعها القريب المصغي وهو معنى قول التيسير هو تضعيفك الصوت بالحركة حتى يذهب معظم صوتها فتسمع لها صوتا خفيا وهو عند القراء غير الاختلاس وغير الإخفاء, والاختلاس والإخفاء عندهم واحد, ولذا عبروا بكل منهما عن الآخر والروم يشارك الاختلاس في تبعيض الحركة ويخالفه في أنه لا يكون في فتح ولا نصب, ويكون في الوقف فقط, والثابت فيه من الحركة أقل من الذاهب, والاختلاس يكون في كل الحركات كما في "أزنا، وأمن لا يهدي، ويأمركم" ولا يختص بالوقف والثابت من الحركة فيه أكثر من الذاهب, وقدره الأهوازي بثلثي الحركة ولا يضبطه إلا المشافهة.
ثم إن الروم يكون في المرفوع والمضموم والمجرور والمكسور نحو: "الله الصمد، ويخلق" ونحو: "من قبل ومن بعد، ويا صالح" ونحو: "دفء، والمرء" وإن وقف بالهمز أو النقل ونحو: "مالك يوم الدين، وفي الدار" ونحو: "هؤلاء فارهبون" ونحو: "بين المرء، ومن شيء وظن السوء" وقف بالهمز أو النقل كما في وقف حمزة.
وأما الإشمام فهو حذف حركة المتحرك في الوقف فضم الشفتين بلا صوت إشارة إلى الحركة, والفاء في فضم للتعقيب, فلو تراخى فإسكان مجرد لا إشمام, وهو معنى قول الشاطبي والإشمام إطباق الشفاه بعيد ما يسكن وهو أتم من تعبير غيره ببعد لعدم إفادته التعقيب والأعمى يدرك الروم بسماعه[1] لا الإشمام لعدم المشاهدة إلا بمباشرة, ويكون أولا ووسطا وآخرا خلافا لمكي في تخصيصه بالآخر كما في الجعبري والإشمام يكون في المرفوع والمضموم فقط نحو: "الله الصمد، من قبل ومن بعد" ونحو: "دفء، والمرء" في وقف حمزة ولا يكون في كسرة ولا فتحة[2].
ولا يجوز الإشمام ولا الروم في الهاء المبدلة من تاء التأنيث نحو: المحضة الموقوف [1] للمزيد انظر النشر: "2/ 120". [أ] . [2] حيث وقعت. [أ] .
اسم الکتاب : إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر المؤلف : البَنَّاء الجزء : 1 صفحة : 135