اسم الکتاب : إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر المؤلف : البَنَّاء الجزء : 1 صفحة : 117
وروى الأكثرون عنه إمالتها, والوجهان صحيحان عن هشام كما في النشر.
واختلف عن أبي بكر فيما عدا الأولى، وهي "رَأى كَوْكَبًا" [الأنعام الآية: 76] فلا خلاف عنه في إمالة حرفيهما معا, أما الستة الباقية التي مع الظاهر فأمال الراء والهمزة معا يحيى بن آدم وفتحهما العليمي, وأما فتحهما في السبعة وفتح الراء وإمالة الهمزة في السبعة فانفرادتان لا يقرأ بهما, ولذا تركهما في الطيبة, وأما التسعة مع المضمر ففتح الراء والهمزة معا في الجميع العليمي عنه, وأمالهما يحيى بن آدم على ما تقدم, وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف بإمالة الراء والهمزة معا في الجميع وافقهم الأعمش والباقون بالفتح على الأصل.
وأما الذي بعده ساكن وهو في ستة مواضع "رأى القمر، رأى الشمس" [الأنعام الآية: 77، 78] "رَأى الَّذِينَ ظَلَمُوا" [النحل الآية: 85] وفيها "رَأى الَّذِينَ أَشْرَكُوا" [الآية: 86] وبالكهف "وَرَأى الْمُجْرِمُون" [الآية: 53] وبالأحزاب "رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ" [الآية: 22] فقرأ بإمالة الراء من ذلك وفتح الهمزة أبو بكر وحمزة وكذا خلف وافقهم الأعمش, والباقون بالفتح فيهما, وحكاية الشاطبي رحمه الله تعالى الخلاف في إمالة الهمزة عن أبي بكر وفي إمالة الراء والهمزة معا عن السوسي, تعقبها في النشر بأن ذلك لم يصح عن أبي بكر ولا عن السوسي من طرق الشاطبية كأصلها, بل ولا من طرق النشر, قال: وبعض أصحابنا ممن يعمل بظاهر الشاطبية يأخذ للسوسي في ذلك بأربعة أوجه: فتحهما وإمالتهما وفتح الراء وإمالة الهمزة وعكسه, ولا يصح منها سوى الأول, والله أعلم هذا حكم الوصل, أما الوقف فكل من القراء يعود إلى أصله في الذي بعده متحرك غير مضمر من الفتح، والإمالة والتقليل.
فصل: في إمالة الألف التي هي فعل ماض ثلاثي
فقرأ بإمالتها حمزة في عشرة أفعال وهي "زاد" البقرة في خمسة عشر و"شاء" البقرة في مائة وستة و"جاء" النساء في مائتين وعشرين و"خاب" إبراهيم بالموحدة في أربعة و"ران" [بالمطففين الآية: 14] فقط "وخاف" البقرة بالفاء في ثمانية "وطاب" [بالنساء الآية: 3] فقط و"ضاق" هود خمسة و"حاق" هود عشرة و"زاغ" في اثنين "مَا زَاغَ الْبَصَر" النجم "فَلَمَّا زَاغُوا" [الآية: 5] وأجمعوا على استثناء "زَاغَتِ الْأَبْصَار" [بالأحزاب الآية: 10] و"زَاغَتْ عَنْهُمُ" بـ[ص الآية: 63] وافقه الأعمش وخرج بقيد الفعل نحو: "ضائق" وبالماضي نحو: "يخافون" والمراد بالثلاثي المجرد من الزيادة فيخرج نحو: "أزاغ، وفاجاءها المخاض" لكن أماله الأعمش فخالف القراء وهذه الأفعال تسمى الجوف جمع: أجوف كحمر وأحمر وهو ما عينه حرف علة, وعينات العشرة ياآت مفتوحة إلا شاء فياء مكسورة وإلا خاف فواو مكسورة أعلمت كلها بالقلب لتحركها وانفتاح ما قبلها, وقرأ ابن ذكوان وكذا خلف بالإمالة كحمزة في "شاء، وجاء" كيف وقعا واختلف فيهما, وفي زاد عن هشام فأمالها عنه الداجوني وفتحها عنه الحلواني, واختلف عن الداجوني عن هشام في "خاب" بالموحدة في مواضعه الأربعة, فأماله عنه صاحب التجريد والروضة والمبهج وغيرهم, وفتحه عنه أبو العز وابن سوار وآخرون, وكذا اختلف فيها عن ابن ذكوان فأمالها عنه الصوري وفتحها الأخفش وأما "زاد" فلا خلاف عن ابن ذكوان في إمالة الأولى بالبقرة وهي "فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا" [الآية: 10] واختلف عنه في باقي القرآن ففتحه عنه الأخفش من طريق ابن الأخرم وأماله الصوري والنقاش عن الأخفش, واتفق أبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف على إمالة "بَلْ رَانَ" [المطففين الآية: 14] وافقهم الحسن والباقون بالفتح والله أعلم.
اسم الکتاب : إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر المؤلف : البَنَّاء الجزء : 1 صفحة : 117