اسم الکتاب : إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر المؤلف : البَنَّاء الجزء : 1 صفحة : 102
في النشر: صحة الوجهين جميعا وذهب ابن شريح ومكي في آخرين إلى التفصيل فأجازوه فيما صورت فيه الهمز واو أو ياء دون غيره.
وتقدم: أن هشاما من طريق الحلواني بخلف عنه يسهل الهمز المتطرف خاصة, وقفا في جميع الباب مثل ما يسهله حمزة من غير فرق, وموافقة الأعمش بخلفه لحمزة في جميع الباب متطرفا وغيره, والباقون بالتحقيق في الحالين, هذا ما قدر إيراده من هذا الباب على سبيل الإجمال, وسيأتي معظم مسائله مفصلة بوجوهها في محالها من الفرش إن شاء الله تعالى[1]. [1] انظر الصفحة: "159" وما بعدها.
باب الفتح والإمالة
مدخل
...
باب الفتح والإمالة:
الفتح هنا عبارة عن فتح الفم بلفظ الحرف, إذ الألف لا تقبل الحركة ويقال له التفخيم, وربما قيل له النصب, وينقسم إلى: شديد وهو نهاية فتح الفم بالحرف ويحرم في القرآن, وإنما يوجد في لغة العجم, ومتوسط وهو ما بين الشديد والإمالة المتوسطة, والإمالة أن تنحي بالفتحة نحو الكسرة, وبالألف نحو الياء كثيرا, وهي المحضة ويقال لها الكبرى, والإضجاع والبطح وهي المرادة عند الإطلاق, وقليلا وهو بين اللفظين ويقال له: التقليل وبين وبين والصغرى ويجتنب في الإمالة المحضة القلب الخالص والإشباع المبالغ فيه.
ثم إن الفتح والإمالة لغتان فصيحتان نزل بهما القرآن, والفتح لغة أهل الحجاز والإمالة لغة عامة أهل نجد: من تميم وأسد وقيس, واختلف في الأولى منهما واختار الداني التقليل, وهل الإمالة فرع عن الفتح أو كل منهما أصل, ذهب إلى الأول جماعة وإلى الثاني آخرون, والإمالة في الفعل أقوى منها في الاسم لتمكنها في التصريف وهي دخيلة في الحرف لجموده ولذا قلت فيه[1]. [1] وأسباب الإمالة ثمانية: كسرة موجودة في اللفظ قبلية أو بعدية كالناس والنار والربا وكلاهما ومشكاة. أو عارضة في بعض الأحوال نحو: طاب وجاء وشاء وزاد؛ لأن الفاء تكسر منها إذا اتصل بها الضمير المرفوع, أو ياء موجودة في اللفظ نحو: لا ضير فإن الترقيق قد يسمي إمالة, أو انقلاب عنها نحو: رمي, أو تشبيه بالانقلاب عنها كألف التأنيث, أو تشبيه بما أشبه المنقلب عن الياء نحو: موسى وعيسى, أو ما جاوره إمالة وتسمى إمالة لأجل إمالة نحو: تراءي أعنى ألفها الأولى, وكذا إمالة نون نأي وراء رأي, أو تكون الألف رسمت ياء وإن كان أصلها الواو كضحى, وكلها ترجع إلى شيئين كسرة أو ياء.
ووجوهها ترجع إلى مناسبة أو إشعار, فالمناسبة فيما أميل بسبب موجود في اللفظ وفيما أميل لإمالة غيره كأنهم أرادوا أن يكون عمل اللسان, ومجاورة النطق بالحرف الممال, وبسبب الإمالة من وجه واحد على نمط واحد, والإشعار ثلاثة أقسام: إشعار بالأصل وذلك في الألف المنقلبة عن ياء أو واو مكسورة, وإشعار بما يعرض في الكلمة في بعض المواضع من ظهور كسرة أو ياء حسبما تقتضيه التصاريف دون الأصل كما في طاب وغزا, وإشعار بالشبة المشعر بالأصل وذلك إمالة هاء التأنيث, وفائدتها سهولة اللفظ. وذلك أن اللسان يرتفع بالفتح وينحدر بالإمالة والانحدار أخف عليه من الارتفاع, ومن فتح فكان راعي الأصل أو كون الفتح أمكن. ا. هـ.
اسم الکتاب : إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر المؤلف : البَنَّاء الجزء : 1 صفحة : 102