responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 393
الولاية, فإنها المضيئة بذاتها ومن القمر لطيفة النبوة والرسالة, فإنها كاسبة للنور من الولاية"[1].
التعليم والتلقين:
وقد بين كيفية التعليم والتلقين عند الصوفية عند تفسيره لقوله تعالى: {وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} [2], فقال: "وقد بقي بين الصوفية أن يكون التعليم والتلقين بتعاضد نفسين متوافقتين, يسمى أحد الشخصين هاديا والآخر دليلا والشيخ الهادي له الهداية وتولي أمور السالك فيما ينفعه ويجذبه والشيخ الدليل ينصره لمدافعته الأعداء ويخرجه عن الجهل والردى بدلالته طريق التوسل إلى شيخ الهدى, وفي الآية إشارة إلى أن السالك ينبغي له أن يطلب دائما حضوره عند شيخه بحسب مقام نورانيته ومقام صدره, وهو معنى انتظار ظهور الشيخ في عالم الصغير, وأما ظهور الشيخ بحسب بشريته على بشرية السالك فلا يصدق عليه أنه من لدن الله, وإذا ظهر الشيخ بحسب النورانية كان وليا من لدن الله ونصيرا من لدنه"[3].
وبعد:
هذه أمثلة من تفسيره الصوفي رأينا فيها كيف جنح بصوفيته في تفسير القرآن الكريم من معانيها الظاهرة إلى رموز واصطلاحات وإشارات, فجعل مثلا القرية قرية النفس واليتيم من لا إمام له والبروج الأنبياء والأولياء أو الجهات الفاعلية المحيية والمميتة والسراج الولاية والقمر النبوة والولي والنصير الشيخ الهادي والشيخ الدليل، وغير ذلك من الأوهام التي جرفه إليها تصوفه والمعاني التي لا يدل عليها لفظ ظاهر, ولا دليل صحيح.
ولا يفوتني أن أذكر هنا أني إنما ذكرت من تفسيره الجانب الصوفي, إذ إني أكتب عن المنهج الصوفي عامة وليس عن تفسيره خاصة فإن طلبت أبرز عقائده

[1] بيان السعادة: محمد حيدر ج2 ص87.
[2] سورة النساء: من الآية 75.
[3] بيان السعادة: محمد حيدر ج2 ص211.
اسم الکتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 393
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست