responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 390
مراتب الكمال:
وتحدث في تفسيره عن مراتب كمال الإنسان عند تفسيره لقوله تعالى مخاطبا إبراهيم عليه السلام: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} [1] فقال: "فالإمامة آخر جميع مراتب كمالات الإنسان, فإن أول كمالاته العبودية من أولى درجاتها, وهي أولى درجات السلوك إلى الطريق متدرجا فيه إلى الوصول إلى الطريق متدرجا في السلوك على الطريق إلى الله, إلى أن خرج من أنانيته ورقيَّة نفسه ودخل في زمرة عباده واستكمل العبودية, وصار عبدا خالصا, فإن أدركته العناية وأبقاه الله بعد فنائه وأحياه بحياته لتكميل خلقه, فإما أن يوكله بإصلاح قلبه الذي هو بيت الله حقيقة وبإصلاح أهل مملكة نفسه من غير إذن له في الرجوع إلى خارج مملكته, وهو مقام النبوة المفردة عن الرسالة أو يأذن له مع ذلك بإصلاح المملكة الخارجة وهو الرسالة المفردة عن الخلة أو يختاره مع ذلك لنفسه ممتازا به عن سائر رسله معيدا له كرة أخرى غير العود الأول, فإن العود الأول كان بطرح كل ما أخذ وبهذا العود يعود معه جميع ما أعطاه الله وهو جميع ما سواه وهو الخلة, فإن استكمل مقام الخلة بأن كان مقامه مع الحق هو مقامه مع الخلق مع التمكن في ذلك اختاره للإمامة وتفويض جملة الأمور إليه بحيث لا يسقط ورق من شجر إلا بإذن وكتاب وأجل منه, وليس وراء هذه مقام ومرتبة, وقد علم من هذا أن كل إمام خليل وكل خليل رسول وكل رسول نبي وكل نبي عبد وليس بالعكس, وأن الإمامة بهذا المعنى هو الجمع بين المقام في الخلق والمقام عند الحق من غير قصور في شىء منهما, مع التمكن في ذلك"[2].
هذا ما قاله ذلكم المفسر عن مقام الإمامة, ولئن كان وقوفي عند كثير من كلماته كثيرا وكثيرا, فإن أشده دهشة وأعظمه استغرابا عند قوله المنقول آنفا " ... اختاره للإمامة وتفويض جملة الأمور إليه بحيث لا يسقط ورق من شجر إلا بإذن وكتاب وأجل منه" لا يدهشني قوله: "وليس وراء هذه مقام ورتبة" لأني

[1] سورة البقرة: من الآية 124.
[2] بيان السعادة: محمد حيدر ج1 ص79.
اسم الکتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 390
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست