responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 112
قال الزجاج: استثناء ليس من الأول أي: إلا أن تؤدوا قرابتي فتحفظوها, والخطاب لقريش خاصة. قاله ابن عباس وعكرمة ومجاهد. والمعنى: إلا أن تودوني في قرابتي منكم، أي: تراعوا ما بيني وبينكم فتصدقوني. فالقربى ههنا قرابة الرحم, كأنه قال: اتبعوني للقرابة إن لم تتبعوني للنبوة. وقيل: القربى: قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم أي: لا أسألكم أجرا إلا أن تؤدوا لقرابتي حقهم وهم أهل البيت، للحديث الصحيح: "أذكركم الله في أهل بيتي".
وقد وردت أحاديث صحيحة فيها الأمر بإكرام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته ... فواجب على الإنسان مودتهم، وحب قرابته وآله من حبه[1].
ووضح الأستاذ أبو الأعلى المودودي[2] المراد بأهل البيت في تفسيره لقوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [3]، فقال: "يظهر من السياق الذي وردت فيه هذه الآية أن المراد بأهل البيت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم الطاهرات؛ لأن الخطاب بدأ بقوله: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ} ، وهن بعينهن المخاطبات فيما قبل الآية التي بين يدينا وما بعدها. كما أن لفظ "أهل البيت" -علاوة على هذا- يستخدم في اللغة العربية في نفس المعنى الذي نستخدم نحن[4] فيه لفظ أصحاب البيت ويدخل بالطبع في هذا المعنى زوجة الرجل وأولاده ولا يستطيع أحد أن يطلق لفظ "أهل البيت" مستثنيا منه

[1] منار السبيل: محمد العثمان القاضي ج4 ص66.
[2] ولد سنة 1903م في حيدرآباد، وبدأ نشاطه في الصحافة، وأسس الجماعة الإسلامية بلاهور 1941م وانتخب رئيسا لها. سجن عدة مرات وحكم عليه بالإعدام، ثم خفف إلى التأبيد وأطلق سراحه 1955م، واستمر في الدعوة إلى أن نال جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام سنة 1399هـ وتوفي -رحمه الله- سنة 1979م, وله عدد من المؤلفات منها: تفهيم القرآن، تفسير سورة النور، تفسير سورة الأحزاب، ما هي القاديانية؟، الحجاب، الجهاد, وغير ذلك.
[3] سورة الأحزاب: من الآية 33.
[4] التفسير في أصله مؤلف بالأوردية, ثم ترجم إلى العربية.
اسم الکتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست