responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 100
ففسر الأستاذ عبد الله كنون الاستواء في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [1] بقوله: "استواء يليق به كما هو مذهب السلف, وقد سئل عنه مالك -رحمه الله- فقال: "الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عن هذا بدعة"[2].
وفسره بهذا الأستاذ علي رفاعي محمد فقال: "استوى على العرش استواء يليق بجلاله, والله وحده هو الذي يعلم حقيقة معنى استوائه على العرش"[3].
وفسره بهذا الأستاذ حسنين محمد مخلوف فال: "أي: استواء يليق بكماله تعالى, بلا كيف ولا تشبيه ولا تمثيل"[4].
أما السيد عبد القادر ملا حويش آل غازي العاني, فرفض تفسير الاستواء في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [5] بالاستيلاء؛ لأن الاستيلاء معناه حصول الغلبة بعد العجز وهو محال في حقه تعالى ولأنه لا يقال: استولى على كذا إلا إذا كان له منازع فيه، وهذا في حقه تعالى محال أيضا, وإنما يقال: استولى إذا كان المستولى عليه موجودا قبل والعرش إنما حدث بتخليقه تعالى وتكوينه له وأيضا الاستيلاء واحد بالنسبة إلى كل المخلوقات فلا يبقى إلى تخصيص العرش بالذكر فائدة لذلك, فالأولى أن يفسر بما فسرناه هنا من أنه استواء يليق بذاته كما هو الحال في آيات الصفات من المجيء واليد والقبضة وغيرها؛ لأن القانون الصحيح وجوب حمل كل لفظ ورد في القرآن العظيم على ظاهره إلا إذا قامت الأدلة القطعية على وجوب الانصراف عن الظاهر ولا داعي للتأويل بما قد يوجب الوقوع في الخطأ وزلة القدم وانظر ما قاله السلف الصالح في هذا الباب[6]، ثم أورد عددا من أقوال علماء السلف -رحمهم الله تعالى- في الاستواء.

[1] سورة الحديد: من الآية 4.
[2] تفسير سور المفصل من القرآن الكريم: عبد الله كنون ص110.
[3] بشائر الرضوان في تفسير القرآن: علي رفاعي محمد ج27 ص108.
[4] صفوة البيان لمعاني القرآن: حسنين محمد مخلوف ج2 ص14.
[5] سورة طه: الآية 5.
[6] بيان المعاني: عبد القادر العاني ج2 ص184.
اسم الکتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست