اسم الکتاب : إبراز المعاني من حرز الأماني المؤلف : المقدسي، أبو شامة الجزء : 1 صفحة : 96
{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ} [1].
لأنها كلها من المجزوم ولا خلاف في إظهار: {وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً} [2]. وهو مثلهما، وليس قوله: علا رمزا؛ لأن الباب كله لأبي عمرو، وقد تقدم قوله وفي أحرف وجهان عنه:
148-
وَفي جِئْتِ شَيْئًا أَظْهَرُوا لِخِطَابِهِ ... وَنُقْصَانِهِ وَالْكَسْرُ الإِدْغَامَ سَهَّلا
يريد قوله في سورة مريم عليها السلام: {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا} [3].
بكسر التاء؛ فهذا الذي اختلف فيه فأما مفتوح التاء فلا خلاف في إظهاره وهو موضعان في الكهف:
{لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا} [4]، {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا} [5]؛ لأن تاء الخطاب لم تدغم في المثلين ففي المتقاربين أولى أن لا تدغم فعلل وجه الإظهار بالخطاب يعني بالخطاب الموجود فيه تاء الخطاب وأما مجرد الخطاب فغير مانع من الإدغام بدليل إدغام:
{لَكَ كَيْدًا} [6]، و: {إِنَّكِ كُنْتِ} [7].
ونحوه وعلل أيضا بالنقصان، وهو حذف عين الفعل؛ لسكون ما قبل تاء الخطاب، وهذا مطرد في كل فعل معتل الوسط نحو: قمت وبعت وسرت، ووجه الإدغام ثقل الكسرة في التاء، وهي ضمير تأنيث فهو الذي سهل الإدغام بخلاف ما في الكهف، وبخلاف ثقل الضم في: {كُنْتُ تُرَابًا} [8].
149-
وَفي خَمْسَةٍ وَهْيَ الأَوائِلُ ثَاؤُهَا ... وَفي الصَّادِ ثُمَّ السِّينِ ذَالٌ تَدَخَّلا
الهاء في: "ثاؤها" كما تقدم في: "تاؤها" تعود على الحروف السابقة أو على الدال أو على عشرها: أي أدغمت الثاء المثلثة في خمسة أحرف وهي الخمسة الأوائل من حروف الدال، يريد أوائل كلمات: "ترب سهل ذكا شذا ضفا".
مثال ذلك: {حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} [9]، {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ} [10]، {وَالْحَرْثِ ذَلِكَ} [11] و {حَيْثُ شِئْتُمْ} [12]، {حَدِيثُ ضَيْفِ} [13] وليس غيره. [1] سورة آل عمران، آية 85. [2] سورة البقرة، آية: 247. [3] آية: 27. [4] آية: 71. [5] آية: 74. [6] سورة يوسف، آية: 5. [7] سورة يوسف، آية: 29. [8] سورة النبأ، آية: 40. [9] سورة الحجرات، آية: 65. [10] سورة النمل، آية: 16. [11] سورة آل عمران، آية: 14. [12] سورة البقرة، آية: 58. [13] سورة الذاريات، آية: 24.
اسم الکتاب : إبراز المعاني من حرز الأماني المؤلف : المقدسي، أبو شامة الجزء : 1 صفحة : 96