اسم الکتاب : إبراز المعاني من حرز الأماني المؤلف : المقدسي، أبو شامة الجزء : 1 صفحة : 747
محمد بن المستنير يبكر إلى سيبويه فيفتح سيبويه بابه فيجده هنالك فيقول له: ما أنت إلا قطرب ليل، فلقب بذلك، أما يحيى فهو أبو زكريا بن يحيى بن زياد الفراء إمام نحاة الكوفة بعد الكسائي ذكر الخطيب أنه كان ثقة إماما وأنه كان يقال: الفراء أمير المؤمنين في النحو، أما الجرمي فهو أبو عمرو صالح بن إسحاق أحد نحاة البصرة قرأ على الأخفش وأخذ اللغة عن أبي عبيدة وأبي زيد والأصمعي وكان ذا دين وورع فهذا معنى قوله: ومن طرف اللسان، والثلاث بدل من قوله: هن أو عطف بيان كقولك في الدار هو زيد أضمرته أولا اعتمادا على أن السامع يعرفه، ثم اعترضك شك في معرفته به فأتيت بما يكشفه ويوضحه ويؤكده ومعنى لقطرب؛ أي: في قوله: ومذهبه فهي لام البيان نحو "هيت لك" ثم ابتدأ قوله: ويحيى وفي قولا ضمير تثنية راجع إلى يحيى والجرمي؛ أي: نسب إليهما قول بمعنى ما ذكر قطرب، وقال صاحب العين: هذه الحروف الثلاثة ذلقية تبتدئ من ذلق اللسان وهو تحديد طرفه.
1145-
وَمِنْهُ وَمِنْ عُلْيَا الثَّنَايَا ثَلاثَةٌ ... وَمِنْهُ وَمِنْ أَطْرَافِها مِثْلُها انْجَلى
يعني: ومن طرف اللسان ومن الثنايا العليا؛ يعني: بينهما ثلاثة أحرف وهي الطاء والدال المهملتان والتاء المثناة من فوق وعبارة سيبويه مما بين طرف اللسان وأصول الثنايا زاد غيره: مصعدا إلى الحنك، وقال الشيخ أبو عمرو: وقوله: وأصول الثنايا ليس بحتم بل قد يكون ذلك من أصول الثنايا، ويكون مما بعد أصولها قليلا مع سلامة الطبع من التكليف ثم قال: ومنه -يعني: ومن طرف اللسان- ومن أطرافها -أي: أطراف الثنايا المذكورة- أي: مما بينهما وهي عبارة سيبويه مثلها؛ أي: ثلاثة أحرف وهي الظاء والذال المعجمتان والثاء المثلثة فهي مثلها في العدية، وقال مكي ومن طرفه وما يليه من أطراف الثنايا علياها وسفلاها تخرج الظاء والذال والثاء ومعنى انجلا انكشف؛ أي: انجلا المذكور بمعنى بأن كل فريق من هذه الستة وظهر مخرجه، ويجوز أن يكون الضمير في انجلا عائدا على لفظ مثل؛ لأنه مفرد وإن عنى به ثلاثة؛ أي: انجلا مثلها من المخرج المذكور وقوله: عليا الثنايا من باب إضافة الصفة إلى موصوفها والأصل الثنايا العليا، ولم يذكر سيبويه في عبارته العليا وهي مراده وهذه إضافة صحيحة؛ لأن الثنايا قسمان سفلى وعليا، فميز بالإضافة نحو علماء القوم وفضلاء الرجال وليس في كل جهة إلا ثنيتان فالمجموع أربع، وجوز التعبير عن المثنى بالجمع تخفيفا وهو هنا أولى من غيره لا من الإلباس، ونظيره قولهم: هو عظيم المناكب وغليظ الحواجب وشديد المرافق وضخم المناخر.
1146-
وَمِنْهُ وَمِنْ بَيْنِ الثنَايَا ثَلاثَةٌ ... وَحَرْفٌ مِنْ اطْرَافِ الثَّنَايا هِيَ الْعُلا
أي: ومن طرف اللسان ومن بين الثنايا لا أصولها ولا أطرافها ثلاثة أخرى وهي الصاد والسين المهملتان والزاي، وقدم سيبويه ذكر هذه الثلاثة التي قبلها وعبارته فيها ومما بين طرف اللسان وفوق الثنايا مخارج الزاي والسين والصاد، قال الشيخ: وعبر عن ذلك غيره فقال: من طرف اللسان وفويق الثنايا السفلى كذا قال، وسيبويه لم يصف الثنايا في عبارته في جميع هذه المواضع فلم يقل العليا ولا السفلى، وقال الشيخ أبو عمرو: قولهم الثنايا في هذه المواضع إنما يعنون الثنايا العليا وليس ثم إلا ثنيتان، وإنما عبروا عنها بلفظ الجمع؛ لأن اللفظ به أخف مع كونه معلوما وإلا فالقياس
اسم الکتاب : إبراز المعاني من حرز الأماني المؤلف : المقدسي، أبو شامة الجزء : 1 صفحة : 747