responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إبراز المعاني من حرز الأماني المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 511
753-
وَفِي أَنَّهُ اكْسِرْ "شَـ"ـافِيًا وَبِنُونِهِ ... وَنَجْعَلُ "صِفْ" وَالخِفُّ نُنْجِ "رِ"ضىً "عَـ"ـلا
يريد قوله تعالى: {آمَنْتُ أَنَّهُ} [1]، الكسر فيه للاستئناف أو على إضمار القول والقول هنا هو المعبر عنه بالإيمان أو ضمن "آمنت" معنى قلت، والفتح على حذف الباء؛ أي: آمنت بأنه كذا، نحو: يؤمنون بالغيب، وهو مفعوله من غير تقدير حرف جر؛ أي: صدقت أنه كذا، والخلف في قوله سبحانه: "ونجعل الرجس"[2] بالنون والياء ظاهر النون للعظمة والياء؛ لأن قبله: {إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} ، والهاء في قوله: وبنونه لقوله: ونجعل نحو في داره زيد؛ لأن الواو في "ونجعل" من التلاوة، فيكون "ونجعل" مبتدأ وبنونه خبر مقدم؛ أي: استقر بنونه، ويجوز أن تكون "ونجعل" مفعول صف؛ أي: صف بنونه، والخف مبتدأ، و"ننجي" مفعول به كما ذكرنا في قوله في الأعراف: والخف أبلغكم ورضى خبر المبتدأ وعلا تمييز أو خبر بعد خبر، و"ننجي" المختلف في تخفيفه وتشديده هو: {كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ} [3]، وهما لغتان: "أنْجَى"، و"نَجَّى"، كأنزل ونزل، ولا خلاف في تشديد الذي قبله: {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا} 4، ولا في تشديد: {نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} في هذه الطريقة المنظومة، وقد ذكر أبو علي الأهوازي الخلاف فيهما أيضا، ونسب تخفيفهما إلى أبي عمرو والكسائي وكتبت: "ننجي المؤمنين" بلا ياء في المصاحف الأئمة فلهذا يقع في كتب مصنفي القراءات بلا ياء، قال الشيخ: والوقف عليه على رسمه بغير ياء.
قلت: ويقع في نسخ القصيدة "ننجِ" بلا ياء، والأصل الياء كتابة ولفظا.
فإن قلت: لعله ذكره بلا ياء؛ ليدل على موضع الخلاف؛ لأن الياء فيه محذوفة في الوصل؛ لالتقاء الساكنين، قلت: لو كان أراد ذلك لم يحتج إلى تقييده بما ذكره في البيت الآتي وهو:
754-
وَذَاكَ هُوَ الثَّانِي وَنَفْسِيَ يَاؤُهَا ... وَرَبِّيَ مَعْ أَجْرِي وَإِنِّي وَلِي حُلا
يعني: هو الثاني بعد كلمة "ونجعل الرجس" وإلا فهو الثالث لوعد "ننجيك" والكلام في هذا كما سبق

[1] سورة يونس، آية: 90.
[2] سورة يونس، آية 100.
[3] و4 سورة يونس، آية: 103.
اسم الکتاب : إبراز المعاني من حرز الأماني المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 511
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست