responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إبراز المعاني من حرز الأماني المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 402
لا يتناول ظاهره إلا ما ليس في أوله واو فالتشديد في: "ما قتلوا" لهشام وحده، وهو المشار إليه بقوله: لبى؛ أي: لبى بالتشديد من دعاه، "والذين قتلوا" مع الذي في الحج وهو: {ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا} شددهما ابن عامر: {وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا} شدده ابن عامر وابن كثير، وهو المرموز في هذا البيت الآتي:
577-
"دَ"رَاكِ وَقَدْ قَالا فِي الأنْعَامِ قَتَّلُوا ... وَبِالخُلْفِ غَيْبًا يَحْسَبَنَّ "لَـ"ـهُ وَلا
معنى دراك: أدرك كما تقدم في بدار، والذي في الأنعام: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ} [1].
شدده أيضا ابن عامر وابن كثير، وأما الغيب في: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ} [2]، فعن هشام فيه خلاف ومعنى الغيب فيه ولا يحسبن الرسول أو حاسب واحد أو يكون "الذين قتلوا" فاعلا، والمفعول الأول محذوف؛ أي: أنفسهم أمواتا، قال الزمخشري: وجاز حذف المفعول الأول؛ لأنه في الأصل مبتدأ، فحذف كما حذف المبتدأ في قوله: "بل أحياء"؛ أي: بل هم أحياء لدلالة الكلام عليهما، وقوله: غيبا نصب على الحال من يحسبن والعامل فيها ما يتعلق به بالخلف؛ أي: لا يحسبن استقرار بالخلف غيبًا؛ أي: ذا غيب له ولا؛ أي: نصر والله أعلم.
فإن قلت: جاء يحسبن في هذه السورة في مواضع فمن أين علم أنه للذي بعده "الذين قتلوا".
قلت: لأنه أطلق ذلك، فأخذ الأول من تلك المواضع ولأنه قد ذكر بعده: "أن ويحزن" فتعين هذا؛ لأن باقي المواضع ليس بعده أن ويحزن والله أعلم.
وأكثر المصنفين في القراءات السبع لا يذكرون في هذا الموضع خلافًا حتى أن ابن مجاهد قال: لم يختلفوا في قوله: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا} أنها بالتاء، وذكرها أبو علي الأهوازي في كتاب الإقناع في القراءات الشواذ، ونسبها إلى ابن محيصن وحده والله أعلم.
578-
وَأَنَّ اكْسِرُوا "رُِ"فْقًا وَيَحْزُنُ غَيْرَ اْلَانْـ ... ـبِيَاءِ بِضَمٍّ وَاكْسِرِ الضَّمَّ "أَ"حْفَلا
يعني: قوله تعالى:

[1] آية: 140.
[2] سورة آل عمران، آية: 169.
اسم الکتاب : إبراز المعاني من حرز الأماني المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 402
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست