responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل المؤلف : ابن الزبير الغرناطي    الجزء : 1  صفحة : 212
بإلى عدل فى ذلك إلى ما يصح فيه تقدير أذكر كقوله: "وابراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه " وقوله: "ولوطا إذ قال لقومه " فلما انفردت الآيتان اولا وهما آية إرسال نوح وآية إرسال شعيب لما انفردتا بما ذكر نوسب بينهما فدخلت الفاء فى قوله "فقال " فى قصة شعيب عليه السلام كما دخلت فى قوله "فلبث " فى قصة نوح كما تقدم.
وأما آية الأعراف وآية هود فإنه لما ذكر فى كل واحدة من هاتين السورتين جماعة من الرسل مبينا أخبارهم على وتيلة واحدة من ذكر الرسل والمرسل إليهم وتكرر ذلك بدئ بأول قصة على الاستيفاء فقيل: "لقد أرسلنا نوحا إلى قومه " ثم أوجز بعد فورد بغير الافصاح بلفظ الارسال وبغير الفاء والتحم ذلك وتناسب لاتحاد المقصد فى السورتين والله أعلم.

الآية السادسة عشرة قوله تعالى: " تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ " وفى سورة يونس: " ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74) " وورد فى أول هذه السورة أيضا: " وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13) ".
فيها أربع سؤالات الأول: ورود الضمير المجرور فى الآية الثانية من سورة يونس وهو قوله "به " وسقوطه مما سواها والثانى قوله "كذلك يطبع الله " فجئ بالاسم الظاهر فى سورة الأعراف بالكفر وفى ثانية يونس بالاعتداء والرابع قوله تعالى فى الأولى فى سورة يونس عدولا عما فى السورتين "كذلك نجزى القوم المجرمين ".
للسائل أن يسأل عن ذلك؟
والجواب عن الأول: أنه لما تقدم فى سورة الأعراف قوله تعالى: " وتصدون عن سبيل الله من آمن به " وقوله: "وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذى أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا " ثم قال بعد: "فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا " وقع الاكتفاء بما تقدم من قوله "بالذى أرسلت به " والذى أرسل به هو الذى طلب منهم الإيمان به فحصل المقصود فلو قيل أخيرا "به " لكان تكرارا فاقتضى الإيجاز وإحراز البلاغة حذفه لحصوله كما حذف من قوله:

اسم الکتاب : ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل المؤلف : ابن الزبير الغرناطي    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست