اسم الکتاب : معاني القرآن وإعرابه المؤلف : الزجاج الجزء : 1 صفحة : 468
إلا أن يبلغ الرسالة ويجاهد حتى يظهر الدين، وأن ثوابه على اللَّه - جلَّ وعزَّ - في ذلك.
ونصب (أَوْ يَتُوبَ) على ضربين:
جائز أن يكون عطفاً على قوله: ليقطع طرفاً من الذين كفروا أو يكبتهم أو يتوب عليهم أو يعذبهم.
والوجه الثاني على النصب بأو إذْ كانت في معنى إِلا أن.
فالمعنى: ليس لك من الأمر شيء أي: ليس يؤمنون إلا أن يتوب الله عليهم، أو حتى يتوب الله عليهم.
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130)
(الربا) قليلهُ وكثيرهُ قد حُرّم في قوله - جلَّ وعزَّ -
(وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا).
وإِنما كان هذا لأن قوماً من أهل الطائف كانوا يُربون. فإذا بلغ
الأجل زادوا فيه وضاعفوا الربا.
وقال قوم معناه: لا تُضَاعِفُوا أموَالَكُمْ بالربَا.
ومعنى (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
أي لتكونوا على رجاءِ الفلاح، والمفلح هو الذيْ أدرك ما أمَّل من
الخير، واشتقاقه من فَلَحَ الحديد إِذا شقه، فإِنما هو مبالغة في إدراك ما
يوصل.
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ: (وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131)
أي اتَقوا أن تُحلُّوا ما حرم اللَّه، فإِن من أحلَّ شيئاً مما حرم الله فهو
كافر بإِجماع.
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)
(وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ).
أي لمن اتَّقى المحارم، وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّ بيْن مصراعي بَاب
اسم الکتاب : معاني القرآن وإعرابه المؤلف : الزجاج الجزء : 1 صفحة : 468