اسم الکتاب : معاني القرآن وإعرابه المؤلف : الزجاج الجزء : 1 صفحة : 409
غزي قوم في عُقْرِ دارهم إلا ذُلُّوا "، أي ما غُزُوا في المكان الذي هو أصل
لمقامهم.
* * *
قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (41)
ومعنى (رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً).
أي علامة أعلم بها الوقت الذي تهب له فيه الغلام.
(قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا).
أي علامة ذلك أن يُمْسَكَ لسانُك عن الكلام وأنت صحيح سَوِي
وقال في موضوع آخر: (آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا)
أي وأنت سَوِي.
ومعنى الرمز تحريك الشفتين باللفظ من غير إِبانة بصوت إنما هو إشارة
بالشفتين، وقد قيل أن الرمز هو إشارة بالعينين، أو الحاجبين والفم، والرمز في اللغة كل ما أشرت به إِلى بيان بلفظ، أي بأي شيء أشرت، أبفم أم بيد أم بعينين والرّمز والترمز في اللغة الحركة والتحرك.
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ: (وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ).
قيل سبَّح: صل، ويقال فرغت من سبحتي من صلاتي، وإنما سميت
الصلاة تسبيحاً لأن التسبيح تعظيم الله وتبرئته من السوءِ فالصَّلاة يوحَّد الله
فيها ويحمد، ويوصف بكل ما يبرئه من السوءِ فلذلك سُمَّيت الصلاة السَّبحة.
والإبكار يقال فيه أبكر الرجل يُبْكِر إبْكاراً، وبَكَر يُبَكَر تبكيراً وبَكَر يبكر
في كل شيء يتقذَم فيه، وقول الناس فيما تقدم من الثمار: " قد هَرِفَ " خطأ، إنما هي كلمة تبطئة، وإنما تقول العرب في مثل ذلك: قد بكَّر، ويُسمَّى ما يكون منه الباكورة.
اسم الکتاب : معاني القرآن وإعرابه المؤلف : الزجاج الجزء : 1 صفحة : 409