اسم الکتاب : معاني القرآن وإعرابه المؤلف : الزجاج الجزء : 1 صفحة : 346
وجاءَت خِلْعةٌ دهسٌ صفايا. . . يصور عنوقَها أحْوى زَنيم
المعنى أن هذه الغنم يعطف عنوقها هذا الكبش الأحوى.
ومن قال صرت: قطعت، فالمعنى فخذ أربعة من الطير فصرهن أي قَطعْهُنَّ، ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا.
المعنى اجعل على كل جبل من كل واحد منهن جزءًا.
ففعل ذلك إِبراهيم عليه السلام ثم دعاهن فنظر إِلى الريش يسعى بعضه
إِلى بعض، وكذلك العظام واللحَم.
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ: (وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
(عَزِيزٌ) أي لا يمتنع عليه ما يريد - حكيم فيما يدبر، لا يفعل إِلا ما فيه
الحكمة.
فشاهد إبراهيم عليه السلام ما كان يعلمه غيباً رأْيَ عيْن، وعلم كيف
يفعل اللَّه ذلك.
فلما قَصً اللَّه ما فيه البرهانُ والدلالَةُ على أمر تَوْحيده.
وما آتاه الرسل من البيِّنَات حثَّ على الجهاد، وأعلن أن من عانده بعد هذه البراهين فقد ركب من الضلال أمراً عظيما وأن من جاهد مَنْ كَفَر بعدَ هذا البرهَان فله - في جهاده ونفقته فيه - الثوابُ العظيم، وأن الله عزَّ وجلَّ وعد في الجنَّة عشْرَ أمْثالِهَا من الجهَاد.
ووعد في الجهاد أنْ يُضاعِفَ الواحد بسبع مائة مرة لما في إقامة الحق
من التوحيد، وما في الكفر من عظم الفساد فقال: