اسم الکتاب : معاني القرآن وإعرابه المؤلف : الزجاج الجزء : 1 صفحة : 241
وقوله عزَّ وجلَّ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168)
هذا على ضربين: أحدهما الإباحة لأكل جميع الأشياءِ إلا ما قد حظر
الله عزَّ وجلَّ من الميتة وما ذَكر معهَا، فيكون (طَيِّبًا) نعتاً للْحَلَال، ويكون
طيباً نعتاً لما يستطاب، والأجود أن يكون (طَيِّبًا) من حيث يطيب لكم، أي لا تأكلوا وتنفقوا مما يحرم عليكم كقوله عزَّ وجلَّ:
(وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ).
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ: (وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ).
أكثر القراءَة خُطُوات بِضَم الخاءِ والطاءِ، وإن شئت أسكنْتَ الطاءَ.
(خُطوَات) لثقل الضمة، وإن شئت خُطَواتٍ، وهي قراءَة شاذة ولكنها جائزة في العربية قوية، وأنشد الخَليلُ وسيبويه وجميع البصريين النحويين:
ولما رَأوْنا بَادياً رُكُبَاتُنَا. . . عَلَى مَوْطِنٍ لا نَخْلِطُ الجدَّ بالهَزلِ
ومعنى (خطوات الشيطان) طرقه، أي لا تَسْلكوا الطريق الذي يدعوكم إليه
الشيطان.
* * *