responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غرائب التفسير وعجائب التأويل المؤلف : الكرماني، برهان الدين    الجزء : 1  صفحة : 189
والغريب: قول الطاعن إن عبدة الأصنام والهنود يحرقون أنفسهم بين
يدي الأصنام ويطلونها بالشمع والقطران حبا لها فكيف يكون حب المؤمنين
أشد؟
الجواب: الكافر يزعم أن الصنم أمره به وأحب ذلك منه، والمؤمن لو
علم أن الله يحب ذلك منه أو أمر به، لكان أسرع إليه من الكافر، ولأن الكافر يفعل ذلك، إذا رأى معبوده، والمؤمن يرى معبوده سبحانه في الجنة. وعن سعيد بن جبير: إن الله سبحانه يأمر من أحرق نفسه على حب الصنم أن يدخلوا جهنم مع أصنامهم، فيأبون، ثم يقول للمؤمنين بين يدى الكفار: إن كنتم أحبائي فادخلوا جهنم، فيقتحم المؤمنون النار، فينادي مناد من تحت العرش: (الَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) .
قوله: (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) .
من قرأ بالياء جعل (الَّذِينَ) فاعل و (أَنَّ الْقُوَّةَ) و (أَنَّ اللَّهَ) المفعول.
والمعنى: لو رأى الذين ظلموا حينَ يرونَ العذابَ، أو يريهم الله، فيمن
قرأ يُرون بالضم. وجواب "لَوْ" محذوف، أي لآمنوا، ومن قرأ بالتاء
جعل المخاطب النبي - صلى الله عليه وسلم - والمراد به غيره، والذين ظلموا المفعول وتقديره، لعلمت أن القوة لله.
ومن كسر (إِنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَإِنَّ اللَّهَ) [1] جعل الكلام مستأنفاً
وجواب "لَوْ" محذوفاً، وكذلك المفعول فيمن قرأ بالياء، ويحتمل أن يضمر
القول، فيكون جواباً لـ "لَوْ"، أي لقلت إن القوة، وقيل: إن القوة بدل من المفعول، وفيه ضعف.
قوله: (لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ) .
"أَنَّ" في محل رفع، أي وقع لنا كرور فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ، نصب على الجواب.

[1] قال العلامة شهاب الدين الدمياطي:
واختلف في (ولو ترى الذين) / الآية 165 فنافع وابن عامر وكذا ابن وردان من طريق النهرواني عن ابن شبيب عن الفضل بن شاذان عنه ويعقوب بالمثناة من فوق خطابا له ويرى إلى أمته والذين نصب به وإذ ظرف ترى أو بدل اشتمال من الذين على حد قوله تعالى إذ انتبذت وجواب لو محذوف على القراءتين أي لرأيت أمر فظيعا وافقهم الحسن والباقون بمثناة من تحت على إسناد الفعل إلى الظالم لأنه المقصود بالوعيد والذين رفع به وإذ مفعوله وأمال يرى الذين وصلا السوسي بخلف عنه ووقفا أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف وبالصغري الأزرق
واختلف في (يرون العذاب) الآية 165 فابن عامر بضم الياء على البناء
للمفعول على حد يريهم الله والباقون بفتحها على البناء للفاعل على حد (وإذا رأى الذين)
واختلف في (أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب) الآية 165
فأبو جعفر ويعقوب بكسر الهمزة فيها على تقدير إن جواب لو لقلت أن القوة لله في قراءة الخطاب ولقالون في قراءة الغيب ويحتمل أن تكون على الاستئناف والباقون بفتحهما والتقدير لعلمت أن القوة لله ولعلموا.
اهـ (إتحاف فضلاء البشر. ص: 196 - 197) .
اسم الکتاب : غرائب التفسير وعجائب التأويل المؤلف : الكرماني، برهان الدين    الجزء : 1  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست