responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفوة التفاسير المؤلف : الصابوني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 46
صرَّح به آل عمران {إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ على نَفْسِهِ} [الآية: 93] {وَأَوْفُواْ} الوفاء: الإِتيان بالشيء على التمام والكمال، يقال أوفى ووفّى أي أداه وافياً تاماً. {تَلْبِسُواْ} اللَّبْس: الخلط تقول العرب: لبَسْتُ الشيء بالشيء خلطته، والتبس به اختلطَ، قال تعالى {وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ} [الأنعام: 9] وفي المصباح: لَبِسَ الثواب من باب تعب لُبْساً بضم اللام، ولَبَسْتُ عليه الأمر لَبْساً من باب ضرب خلطته، والتبس الأمر: أشكل. {الزكاة} مشتقة من زكا الزرع يزكو أي نما لأن إخراجها يجلب البركة، أي هي من الزكاة أي الطهارة لأنها تطهر المال قال تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 106] .
التفسير: {يَابَنِي إِسْرَائِيلَ} أي يا أولاد النبي الصالح يعقوب {اذكروا نِعْمَتِيَ التي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} اذكروا ما أنعمت به عليكم وعلى آبائكم من نعم لا تعد ولا تحصى {وَأَوْفُواْ بعهدي} أي أدّوا ما عاهدتموني عليه من الإِيمان والطاعة {أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} بما عاهدتكم عليه من حسن الثواب {وَإِيَّايَ فارهبون} أي اخشوني دون غيري {وَآمِنُواْ بِمَآ أَنزَلْتُ} من القرآن العظيم {مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ} أي من التوراة في أمور التوحيد والنبوة {وَلاَ تكونوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ} أي أول من كفر من أهل الكتاب فحقكم أن تكونوا أول من آمن {وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً} أي لا تستبدلوا بآياتي البينات التي أنزلتها عليكم حطام الدنيا الفانية {وَإِيَّايَ فاتقون} أي خافون دون غيري {وَلاَ تَلْبِسُواْ الحق بالباطل} أي لا تخلطوا الحق المنزل من الله بالباطل الذي تخترعونه، ولا تحرفوا ما في التوراة بالهتان الذي تفترونه {وَتَكْتُمُواْ الحق} أي ولا تخفوا ما في كتابكم من أوصاف محمد عليه السلام {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أنه حق أو حال كونكم عالمين بضرر الكتمان {وَأَقِيمُواْ الصلاوة وَآتُواْ الزكاة واركعوا مَعَ الراكعين} أي أدوا ما وجب عليكم من الصلاة والزكاة، وصلوا مع المصلين بالجماعة، أو مع أصحاب محمد عليه السلام.
البَلاَغة: أولاً: في إِضافة النعمة إِليه سبحانه {نِعْمَتِيَ} إِشارة إِلى عظم قدرها، وسعة بِرّها، وحسن موقعها لأن الإِضافة تفيد التشريف كقوله {بَيتُ الله} و {نَاقَةُ الله} [الأعراف: 73] .
ثانياً قوله {وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي} الشراء هنا ليس حقيقياً بل هو على سبيل الاستعارة كما تقدم في قوله {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى} [البقرة: 16] .
ثالثاً: تكرير الحق في قوله {تَلْبِسُواْ الحق} وقوله {وَتَكْتُمُواْ الحق} لزيادة تقبيح المنهي عنه إذ في التصريح ما ليس في الضمير من التأكيد ويسمى هذا الإِطناب أضعف من سواه.
رابعاً: قوله {واركعوا مَعَ الراكعين} هو من باب تسمية الكل باسم الجزء أي صلوا مع المصلين أطلق الركوع وأراد به الصلاة ففيه مجاز مرسل.
خامساً: {وَإِيَّايَ فارهبون} و {وَإِيَّايَ فاتقون} يفيد الاختصاص.
فَائِدَة: قال بعض العارفين: عبيد النّعم كثيرون، وعبيد المنعم قليلون، فالله تعالى ذكّر بني إِسرائيل بنعمه عليهم، حتى يعرفوا نعمة المنعم فقال {اذكروا نِعْمَتِيَ} وأما أمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فقد

اسم الکتاب : صفوة التفاسير المؤلف : الصابوني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست