responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حمد الله ذاته الكريمه في آيات كتابه الحكيمة المؤلف : عماد بن زهير حافظ    الجزء : 1  صفحة : 40
استواؤهما، فإذا كان لايستويان فكيف يستوي المخلوق والعبد الذي ليس له ملك ولاقدرة ولا استطاعة بل هو فقير من كل الوجوه بالربّ المالك لجميع الممالك القادر على كل شيء سبحانه، بل وكيف بالأوثان والأصنام الجامدة العاجزة عن كل شيء؟!
والمراد: فكيف تجعلونها أيها المشركون شركاء لي تعبدونها من دوني مع هذا التفاوت العظيم والفرق المبين [1] .
وإلى هذا المعنى ذهب جمهور المفسرين، وقد ذهب البعض منهم كابن جرير الطبري إلى أنّ هذا المثل ضربه الله للكافر من عبيده والمؤمن به، فأمّا مثل الكافر فإنه لايعمل بطاعة الله ولا يأتي خيراً ولاينفق من ماله شيئاً في سبيل الله فهو كالعبد المملوك الذي لا يقدر على شيء فينفقه، وأما المؤمن بالله فإنه يعمل بطاعته وينفق ماله في سبيله كالحرّ الذي آتاه الله مالاً فهو ينفق منه سراً وجهراً [2] .
ولكن القول الأول هو الأولى والأقرب؛ لأنّ ما قبل هذه الآية من الآيات ـ كما بينته سابقاً ـ بل وما بعدها إنما جاءت في إثبات التوحيد وفي الردّ على القائلين بالشرك، فحمل هذا المثل على هذا المعنى هو الأولى، وما نُقِل عن ابن عباس رضي الله عنهما [3] في القول الثاني لم يصح؛ لأنه روي بسند مسلسل

[1] انظر: تفسير القرطبي ج10 ص 146-147؛ تفسير أبي السعود ج5 ص129، التفسير الكبير للفخر الرازي ج20ص83؛ أمثال القرآن لابن القيم ص 204-205؛ تفسير الآلوسي ج14 ص194-195؛ محاسن التأويل للقاسمي ج10 ص134-135؛ تفسير السعدي ج4 ص221-222؛ التحرير والتنوير لابن عاشور ج14 ص225.
[2] انظر: تفسير الطبري ج14 ص100؛ تفسير البغوي ج3ص78؛ تفسير ابن كثير ج 2 ص578.
[3] هو: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، أبو العباس (3ق. هـ-68هـ) : حبر الأمة، ولد بمكة ونشأ في عصر النبوة فلازم النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه الأحاديث، شهد مع علي الجمل وصفين. سكن الطائف ومات بها. (انظر: أسد الغابة لعز الدين بن الأثير أبي الحسن علي بن محمد الجزري ج3 ص186-190؛ الإصابة لابن حجر ج2 ص322-326؛ الأعلام للزركلي ج4 ص95) .
اسم الکتاب : حمد الله ذاته الكريمه في آيات كتابه الحكيمة المؤلف : عماد بن زهير حافظ    الجزء : 1  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست